الجيش تقيده التعليمات، ومتمردي الدعم السريع أمفكو ومعاه فزع، هل هذا أحد اسباب تمدد التمرد
“بيروقراطية جيشنا (تكبيله بالتعليمات)، امام جاهزية-سرعة-حسم (أمفكو) المليشيا المتمردة، من اسباب معاناة المواطن وتأخر حسم التمرد”
” الجيش تقيده التعليمات، ومتمردي الدعم السريع أمفكو ومعاه فزع، هل هذا أحد اسباب تمدد التمرد وتأخر الجيش في حسمه، مع زيادة للشهداء بين المواطنين (ضحايا الحرب)؟، الهجوم على قرية قوز ابوروف (شرق سنار) أول ايام عيد الفطر واستشهاد اكثر من عشرة مواطنين مثالا”
بالرجوع لاحداث شرق سنار منطقة قوز ابو روف وكبري دوبا، وما تحصلت عليه من شرح مفصل لما حدث اول أيام العيد، هذا السيناريو يشابه سيناريوهات عديدة حصلت اثناء حرب الكرامة، مما يدفعنا إلى التفكير وطرح التساؤلات عن تأخر مؤسسة الجيش في حسم المعركة، مقابل تمدد للتمرد ومعاناة المواطنين تزداد يوماً بعد يوم، وهل ما يعرف بالتعليمات هي ما يضع القيود على الجيش، وان حرية الحركة ونظام الفزع هو ما يحدث الفارق في تمدد وانتشار المتمردين (وعوامل أخرى)؟.
ماحدث في قرية قوز ابوروف صبيحة يوم العيد الماضي، ان المتمردين حاولوا ايصال إمدادات (مسيرات وأسلحة ومواد اخرى) إلى محور سنار عبر كبري دوبا، وقد كانت قوة من المتمردين عدد ٢ لاندكروزر حربيات تحمي ٤ شاحانات، بحيث كان زي قوات التمرد هو زي الجيش للتمويه، وعند مرورها بقرية قوز ابوروف حيث يتواجد ارتكاز مقاومة شعبية (متواضع)، كبروا وهللوا لهم.
حينما علم المتمردون أن امرهم سيكشف وان كبري دوبا به ارتكاز جيش (اكثر من ٥ مركبات قتالية)، حاولت هذه القوة الرجوع، ولكن تم اعتراضهم، هرب المتمردين طلبا للفزع وتركوا الشاحنات، قام مواطنين وأفراد لجان مقاومة بإيصال الشاحنات إلى ارتكاز الجيش في دوبا وعادوا أدراجهم.
بعد حوالي ساعة أو اقل عاد المتمردون ومعهم الفزع حوالي ٢٠ مركبة قتالية، وقاموا بحصار القرية وطلبوا منهم اسلحة المقاومة الشعبية (عدد ٥ كلاشنكوف بس تخيل عارفين حتى عدد الأسلحة كم)، وان يسلموهم من قام باعتراض المتمردين، وحدث اشتباك استشهد عدد من المواطنين، وقتل فيه متمرد بفأس (فرار)، وأصيب آخر تم التخلص منه من قبل المتمردين انفسهم (تموه واطلقوا عليه رصاص الرحمة).
حين عادت المجموعة التي ذهبت لتسليم الشاحنات للجيش تم اعتراضهم وقتلهم جميعا وبثوا الرعب في المكان، استمرت هذه الاحداث حوالي ٤ ساعات وعند التواصل مع ارتكاز الجيش قال لهم (ما عندي تعليمات)، ببساطة رد ارتكاز الجيش انه مقيد بالتعليمات، ويبدوا ان المتمردين يعلمون ذلك جيدا لان المسافة بينهم وبين ارتكاز الجيش في حدود ٢-٣ كيلومترات فقط، وبعد أن نكّل المتمردين بمواطني القوز، اخذوا قتيليهم وقاموا بدفنهم، بكل طمأنينة فعل المتمردين فعلتهم هذه والتي امتدّت منذ الفجر إلى العصر وارتكاز الجيش على بعد مرمى حجر لم يحرك ساكناً تكبله التعليمات.
الخلاصة من سرد ما حدث في قرية قوز ابوروف، والذي يمثل سيناريو يتكرر مرات عديدة، أن مسالة تقييد الجيش بالتعليمات وهو أمر جيد (لا شك)، ولكن هذا التقييد يعيق مسالة الدفاع عن الموطنين ضد تحرك متمردين لا يضبطهم سلوك ولا أخلاق ولأ قوانين، بل ان تكبيل الجيش بالتعليمات قد أتاح لهم حرية الحركة والتمدد، هل استحداث قوة خاصة، امر مفيد لمحاربة هذا النمط من التمرد؟، وهل هذا يعيدنا إلى أن من اسباب انشاء قوات الدعم السريع سابقا هو طبيعة تمرد حركات دارفور والتي عجز جيشنا سابقاً عن حسمها.
Anas Elamin