الفريق محمد بشير سليمان للكرامة: استعد التمرد للاستيلاء علي السودان .. كان بتخطيط وامداد داخلي وخارجي
المحلل العسكري والسياسي الفريق محمد بشير سليمان ل ( الكرامة ) :
مخطط المتمرد حميدتي اراد محو الجيش السوداني من الوجود
(…..) هؤلاء كانوا وراء خروج البرهان من الخرطوم الي بورتسودان
الجيش تعامل بخبرة في الساعات الاولي للمعركة مع خيانه مكتملة الاركان ..
استعد التمرد للاستيلاء علي السودان كان بتخطيط وامداد داخلي وخارجي
تهديدات (قحت) و(ممارسات) الدعم السريع قبل الحرب اكدت وجود خطر قادم..
أكد الفريق محمد بشير سليمان نائب رئيس هيئة الاركان والمتحدث بأسم الجيش الاسبق والمحلل السياسي والعسكري ان معركة الكرامة ابرزت درسا عظيما معنويا وعسكريا يتمثل في أن قواتنا لن تهزم أو تتنصر عليها مليشيا وهى بهذه الروح ، وقال في حوار اجرته معه ( الكرامة ) ان معركة يوم 15 ابريل 2023 التي بدأت مليشيا الدعم السريع أولى اطوارها بالعمل على تصفية القائد العام للقوات المسلحة والتي سبقتها مؤشرات وارهاصات منذ فترة كان الهدف الاستراتيجي منها ليس فقط تصفية قائد الجيش وحسب بل كان هدفها الأكبر يتمثل في مسح القوات المسلحة بكاملها من خارطة مكونات الدولة السودانية لتصبح أثرا بعد عين في إطار انقلاب لخدمة الحاضنة السياسية لقوات الدعم السريع من خلال قوى اعلان الحرية والتغيير “قحت” والتاسيس لأخطر مرحلة سياسية في تاريخ السودان الحديث يتم تعيين حميدتي فيها رئيسا للسودان الذي يحكم عبر سلطة “قحت” ووفق دستورها (الاتفاق الاطاري) ليكون دولة علمانية تتحكم وتتم ادارتها بواسطة دكتاتورية مدنية مطلقة.
وقال سليمان ان المخطط هدف ليحكم السودان حكما مستبدا دمويا باطشا تناصره للأسف قوى اقليمية ودولية، واوضح ان الانقلاب كان سيجد الاعتراف من المنظمة الاممية والتي كانت بعثتها (يونتامس) برئاسة رئيسها فولكر داعما فاعلا للمليشيا وحاضنته السياسية (قحت). واكد سليمان ان الدعم السريع قد خطط للانقلاب بدءا بتنسيق كامل مع حاضنته السياسية (قحت) لمصلحة عدة جهات تتمثل في حميدتي وأسرته بدافع شهوة وحب السلطة وتحقيق حلم دولة العطاوة المزعومة. وقال ان الهدف الاستراتيجي للحلم يتمثل في تدمير الدولة السودانية وتصفية العناصر السكانية الموجودة فيها بكافة السبل من إبادة ، وتهجير ، ونزوح ، وبما يؤدي لتغيير ديموغرافي كامل عبر استيطان عرب الشتات لدول غرب افريقيا ، ويتم هذا المخطط عبر استراتيجية لمجموعة دول من بينها دولة فرنسا واسرائيل وبعض اقطار الهيمنة وبتنفيذ كامل من دولة الامارات العربية المتحدة تنسيقا مع بعض رؤساء دول الجوار وهذا يأتي في دائرة استراتيجية لاضعاف الدولة السودانية وبما يؤدي لتفكيكها ، ومن ثم استغلال ذلك من اجل البعد الجيوسياسي ، والاقتصادي ، والموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به استغلالا لمواردها ، تحقيقا للمصالح الحيوية ، والاستراتيجية لأمريكا وحلفائها القريبين والبعيدين وفي هذا لا يمكن تجاوز الاعتبار العقدي للاسلام ، والذي يمثل السودان فيه حلقة الوصل بين افريقيا شمال وجنوب الصحراء حيث ضرورة ايقاق تمدده مهما كلف : الي نص الحوار :
اجرته / لينا هاشم
صباح يوم 15 ابريل وتفاصيل المعركة التي هاجمت فيها قوات الدعم السريع لمقر البرهان _ كيف تنظر لها ؟
بدءا وبحديث موجز أقول ان المعركة في مكانها ، ووقتها وبدون تفاصيل لا شك انها كانت معركة يتبين منها مدى (وفاء الجندي لقائده) ، ومؤشرها الأهم انها ابرزت درسا عظيما معنويا وعسكريا يتمثل في أن قواتنا بهذه الروح لن تهزم أو تتنصر عليها مليشيا كما اقول ايضا ان معركة يوم 15 ابريل 2023 التي بدأت قوات الدعم السريع أولى اطوارها بالعمل على تصفية القائد العام للقوات المسلحة والتي سبقتها مؤشراتها ، وارهاصاتها منذ فترة ، كان الهدف الاستراتيجي منها ليس فقط تصفية قائد الجيش وحسب ، بل كان هدفها الأكبر يتمثل في مسح القوات المسلحة بكاملها من خارطة مكونات الدولة السودانية، لتصبح أثرا بعد عين ، في إطار انقلاب ذو ابعاد سياسية لخدمة الحاضنة السياسية لقوات الدعم السريع من خلال قوى اعلان الحرية والتغيير “قحت” لتاسيس خطر مرحلة سياسية في تاريخ السودان الحديث ، ينصب حميدتي فيها رئيسا للسودان عبر سلطة “قحت” ووفق دستورها (الاتفاق الاطاري) وبما يعني خلاصة تحول السودان لدولة علمانية تتحكم ، وتتم ادارتها بواسطة دكتاتورية مدنية مطلقة ، ليشهد السودان حكما مستبدا دمويا باطشا ، تناصره للأسف قوى اقليمية ، ودولية . بل يتعدى الأمر ذلك كله ، حيث كان سيجد الاتقلاب الاعتراف من المنظمة الاممية والتي كانت بعثتها (يونتامس) برئاسة رئيسها فولكر ، داعما فاعلا للدعم السريع وحاضنته السياسية (قحت) .
لمصلحة من ادار الدعم السريع وحلفاؤه معركتهم وما هو السبب الرئيسي للصراع ؟
لا شك ان الدعم السريع قد خطط للانقلاب بدءا بتنسيق كامل مع حاضنته السياسية (قحت) لمصلحة عدة جهات تتمثل في حميدتي وأسرته بدافع شهوة وحب السلطة ولتحقيق حلم دولة العطاوة المزعومة ، ويدخل في هذا الحلم هدف استراتيجي آخر ، يتمثل في تدمير الدولة السودانية وتصفية العناصر السكانية الموجودة فيه بكافة السبل من إبادة ، وتهجير ، ونزوح ، وبما يؤدي لتغيير ديموغرافي كامل عبر استيطان عرب الشتات لدول غرب افريقيا ، ويتم هذا المخطط عبر استراتيجية لمجموعة دول من بينها دولة فرنسا ، واسرائيل ، وبعض دول الهيمنة ، وبتنفيذ كامل من دولة الامارات العربية المتحدة ، تنسيقا مع بعض رؤساء دول الجوار . وخلاصة هذا يأتي في دائرة استراتيجية اضعاف الدولة السودانية ، وبما يؤدي لتفكيكها ، ومن ثم استغلال ذلك من اجل البعد الجيوسياسي ، والاقتصادي ، والموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به استغلالا لمواردها ، تحقيقا للمصالح الحيوية ، والاستراتيجية لأمريكا وحلفائها القريبين ، والبعيدين . وفي هذا لا يمكن تجاوز الاعتبار العقدي للاسلام ، والذي يمثل السودان فيه حلقة الوصل بين افريقيا شمال وجنوب الصحراء حيث ضرورة ايقاق تمدده مهما كلف الامر .
الم ينظر الجيش لملامح الخيانة من جانب الدعم السريع قبل المعركة وما هي استعداداته ؟
لا شك أن هذا هو السؤآل الحيوي الذي يدور في خلد كل سوداني ، بحثا عن إجابة له ، ودون اطالة اقول أن كافة الافعال التي كانت تأتي من قبل الدعم السريع ، اقوالا من قبل قيادته ، وممارسات ميدانية حقيقية ، من تسليح وتحركات وحشد ، وانفتاح ، ومن الذي كانت تنطق بل تهدد به حاضنته السياسية (قحت) . كلها كانت مؤشرات وأفعال على أرض الواقع المشاهد بالعين ، تنبئ بأن هنالك خطرا حقيقيا قادما من قبلها وهو خطر أن تم “مدمر” للدولة السودانية ، وبالتأكيد أن الاجهزة الأمنية تكون قد رفعت تقاريرها تسلسلا عسكريا حتى القيادة العليا ، لذا اقول إن ما حدث والذي كان يمكن احتوائه ، واجهاضه ، لا أجد له مبررا غير كلمة (التقصير) لأن الوطن ، خاصة شئون أمنه القومي لا تدار بحسن النوايا ، أو بالعلاقات الفردية . ومن ثم اقول ايضا إن الخيانة كانت كاملة الأركان من جسم يتبع قانونا للجيش ولامجال لأن يكون موازيا له ، بل هو تحت امرته قيادة وإدارة ومن قبل انضباطا .
ما هو تقييمكم لتعامل الجيش في الساعات الاولي مع التمرد ؟
أحسب أن الجيش تمكن بخبرته ، ومعرفته ، وبرأيه السالب عن قوات الدعم السريع ، وبما كان يتوقع منها ، حسب تواتر المعلومات ، والتحركات وشكل الانفتاح للمليشيا ، مع سرعة ردة الفعل الممتازة للقوات الجوية وانسحاب بعض الضباط الوطنيين الذين تم الحاقهم من قبل على قوات الدعم السريع ، كل هذا أدى بالقوات المسلحة أن تصمد ، وتتصدى لقوات الدعم السريع امتصاصا للصدمة في المرحلة الأولى ، افشالا للانقلاب ، وبما انعكس سلبا على تحركات ومعنويات قوات الدعم السريع التي ظنت حسب ما سمعت من قيادتها أن حسم الأمر لا يتعدى سويعات ، ويتم استلام السلطة ، ويؤول لها حكم السودان . لذا استطيع القول أن الجيش قد استطاع من رد الفعل وافشال انقلاب الدعم السريع في اليوم الأول زمنا .
من واقع ما حدث في في الايام الاولي للمعركة كيف تقيمون استعدادات التمرد للاستيلاء علي البلاد ؟ .
أي عمل عسكري ولو كان بسيطا ، يحتاج للتخطيط ، ثم برنامجا للتنفيذ ، مصحوبا بالاعداد المبكر من حيث تحديد الهدف ، والمعلومات التجميع ، ثم التدريب ، تزامنا مع التأقلم ، والبناء الاداري(التجهيزات اللوجستية “اعداد مواد تموين القتال”) ، والبناء المعنوي ، ثم تحديد الوقت المناسب للتنفيذ ، وفقا للمراحل التي يتم فيها تحقيق الهدف ، بدءا بالحشد ، وتجميع القوات ، واخيرا تأتي مرحلة التنفيذ ، ولا شك ان الدعم السريع ومن خلال الاسناد الخارجي تخطيطا وامدادا قد تهيأت له كل متطلبات الحرب التي يديرها الآن ضد الشعب السوداني قبل القوات المسلحة ، وذلك ما كان ليس معلوما فقط ، بل مشاهدا من قبل القيادة العسكرية العليا ، بل من المواطن العادي . واستمرار مليشيا الدعم السريع في إدارة معركته ضد القوات المسلحة ، تقول إن اعداده واستعداده كان محسوبا في إطار ان يتفوق على الجيش في عامل تعادل القوى كافة ، مع تحقيق مبدأ الاستعواض المستمر بالتقويات ( الامداد بالرجال ومواد تموين القتال) . من الممول الرئيس “دولة الامارات العربية المتحدة” .
من الذي كان وراء خروج البرهان من من الخرطوم الي بورتسودان ؟
القوات المسلحة السودانية ، بتأهيلها ، وخبرتها ، ودقة تخطيطها وسلامة تنفيذها النوعي والخاص ، مع فدائية ضباطها ، وجنودها الذين استشهد من استشهد فيهم ، وأصيب فيهم من يفتدون قائدهم ، ليصبح حديث الدعم السريع في هذا مجرد هطرقات ، ناسين أن القائد العام للقوات المسلحة كان مستهدفا في روحه من القوات المتمردة في مرحلة ما قبل الانقلاب الفاشل .
اذا كان الدعم السريع يسعي للاستيلاء علي السلطة لماذا اتجه الي السيطرة علي مؤسسات خدمية لها علاقة مباشرة مع المواطن _ خدمات المياه وتدمير المستشفيات ونهب وحرق الاسواق والجامعات وغيرها ؟ .
الحقيقة التي يجب أن تدرك ان الدعم السريع ما هو إلا أداة لجهات خارجية تهدف من تكوينه ومن ثم تمويلة من قبل دولة الامارات الإسرائيلية لهدم كل ماله علاقة بتاريخ وثقافة السودان وفق مخطط لكاتب اسرائيلي يدعى برنارد لويس تهدف لتقسيم العالم العربي ، والذي جاء بذات المفهوم عبر “مفهوم الشرق الاوسط الجديد ، او الكبير” . الذي أطلقته وتتبناه امريكا الآن لاعادة تفكيك وتقسيم العالم العربي وفق رؤية عنصرية ، سيرا وراء ما كان من اتفاقية سايسبيكو 1916، وان يكون هذا الشرق الاوسط الكبير تحت الإدارة الإسرائيلية ، ومن ثم وتوافقا مع الشهوة السلطوية التي تم تحفيز حميدتي بها ، أصبح يمثل لاسرائيل والدول الغربية واسرائيل العميل الذي يبدأ به تحقيق هذا المفهوم أو المخطط بدءا بالسودان ، (ولم يصدق حميدتي ذلك ، فانداح فيه بدون كوابح) ، وفي اطار هذا الهوى الشخصي مع الوهم ، والتمويل اللامحدود من دولة الامارات بدأ هذه الحرب هدما وتدمير لدولة محكوم عليها بالتقسيم ، وفي ذلك فليكن تحقيق هدفه وصولا للسلطة ، بمعاونة عملاء سودانيين ، تسعى الدول التي تستأجرهم لتأسيس للعلمانية في السودان . ولا شك ان دول الاقليم تدخل في دائرة حميدتي بالنسبة لدوره المرسوم له في تدمير السودان ، ولاشك ان الراعي لهذا المشروع التدميري يتمثل في المخابرات العالمية ، واختم بأن المعني بكلمة التدمير هنا ، كل ما هو موجود في الدولة بدءا بالقيم والأخلاق .
علي ضوء تقدم القوات المسلحة ميدانيا ما هي فرص انهاء التمرد _ وما هي ابرز الاحتمالات المتوقعة ؟ .
نعم .. لاشك إن المباداة الآن لدى القوات المسلحة ، التي تمتلك الخبرة ، والتخطيط ، وروح الصمود وذلك ما يعلمه الذين يسعون لهزيمتها ،وتفكيكها ولعل في تخطيطهم ما يهدف لاطالة الحرب انهاكا لها حتى إيصالها لدرجة الانهيار ، هذا السعي لمحاصرتها تسليحا ، والمخطط معلوم للكافة ، وأحسب ان ذلك مدرك لقيادة القوات المسلحة ، التي تسير الآن من نصر الى نصر لهزيمة مليشيات الدعم السريع التي تمثل آلية تحقيق اهداف كل من سبق ذكرهم ، وعامل الوقت سيكون حاسما في هذه المرحلة من الحرب ، بالتزامن مع التخطيط الشامل لايقاف وصول اتموين القتال للمليشيا وبما يحرمها من اعادة التتظيم للاستمرار في الحرب ، وهو ما يجري الآن .
وسوف يبدأ اثر مليشيا الدعم السريع في الزوال وستهزم ، ولعل الامر الأكثر حسما في الحالة والوقت لانهاء هذه المليسيات هو التفعيل الحقيقي للمقاومة الشعبية المسلحة ، هذا الرصيد القتالي الذي ان تم استغلاله بالصورة المطلوبة ، قوانينا ، وتنظيما ، وتدريبا ، وتسليحا وفق مطلوبات المواجهة المسلحة مع التمرد، ودون اغفال أهمية التأمين المادي والاجتماعي ، فلا شك أن خطوة جادة كهذه سوف تمثل مانعا أمنيا وحاسما حتى ان تحولت المليشيات لحرب العصابات اطالة لأمد الحرب بحسب تخطيط منشئيها ومموليها اصرارا في تحقيق اهدافهم ، وهذا امر وارد لن يحسم سرعة دون التفعيل الحقيقي للمقاومة الشعبية المسلحة . والأمر المطلوب فوق ذلك يتمثل في ضرورة تعبئة الشعب كله من خلال المقاومة المسلحة استعدادا للتصدي لأي قوى خارجية ، قد تلجأ لهذا الخيار في حالة فشل تحقيق كل خططهم مع التأكيد على ان الاستهداف للسودان لن يتوقف وباسناد العملاء من بنيه ، ومن يظن غير ذلك فهو وأهم .
اجرته / لينا هاشم
الكرامة