معتصم اقرع: إنسانيات باريس
جميع المدعوين تقريبًا لمؤتمر باريس الإنساني كائنات سياسية لا خبرة لها في القضايا الإنسانية ولا حتي جربندية ساي. وليس لدى أي من المدعوين سلطة أو مقدرة علي ضمان المرور الآمن للإغاثة الإنسانية حتي تصل للمنكوبين .
ومن الجدير بالذكر أيضًا أن الجهتين اللتين يمكنهما تسهيل أو عرقلة نقل المساعدات الإنسانية (الجيش والجنجويد) غير مدعوتين لحضور المؤتمر.
في الحقيقة، قبل سقوط البشير وبعده بفترة قصيرة، تم عقد العديد من ورش العمل والمؤتمرات وكان المدعوون دائمًا نفس المجموعة الأساسية من الأشخاص رغم أنهم كانوا يحاولون في كل ورشة عمل جلب وجه جديد فقط لإضفاء قدر من المصداقية.
إنها نفس المجموعة الضيقة ولكنها عبقرية ومتخصصة في كل القضايا. هم نفس الوجوه المدعوة بغض النظر عن موضوع الورشة/المؤتمر. لا يهم لو كان الموضوع جندر أو سلام أو إقتصاد أو علاقات دولية أو تنمية أو فض نزاعات أو شعر أو شعيرية أو سماية أو طهور أو صحة عامة أو تطعيم أو إنسانيات أو بنية تحتية أو رومانسيات أو تمويل دولي أو سياسات نقدية.
والأهم من ذلك هو أن جميع المناقشات والتوصيات الصادرة عن ورش العمل والمؤتمرات هذه لم يكن لها أي تأثير على سياسات الحكومة الانتقالية ولن يكون. فما هو الهدف من هذه الورش إذا كان مصير مناقشاتها وتوصياتها إلى سلة مهملات ؟ الهدف بسيط: تحضير شريحة مختارة لتحكم بفلترة وغربلة وبإضفاء الشرعية والتلميع والتسويق السياسي في الداخل والخارج.
معتصم اقرع