هل يجوز صيام الجمعة منفردا بعد رمضان؟
يُبحث الكثير من المسلمين عن حكم صيام الجمعة بشكل فردي بعد شهر رمضان، ويبدأ البعض بصيام ستة أيام من شوال بعد صيام رمضان، حيث إن صيام الستة أيام من شوال يُعتبر سنة مستحبة وليس فرضًا.
يُعتبر يوم الجمعة الأقرب إلى الله تعالى ويوم عيد للمسلمين، ومع ذلك، فإنه حرم تمامًا صيام يوم الجمعة بشكل فردي على كل من يعارض شرع الله وحكمته في عدم استحبابه لصيام يوم الجمعة.
وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأحاديث المتعلقة بصيام يوم الجمعة بشكل فردي، حيث قال: “لا يَصُومَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ”. وأيضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين سائر الليالي ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين سائر الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم”.
وبناءً على هذه الأحاديث، يمكن استنتاج أن صيام يوم الجمعة بشكل فردي يُعتبر محرمًا.
حكم عدم صيام الست من شوال
هو من الأمور المُستحبة بإجماع جمهور العلماء، ولكن قد اختلف عليه بعض الفقهاء قديمًا، وانقسموا إلى رأيين، وهما:
عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال:
-صيام شهر رمضان بعشرة أشهرٍ، وصيام ستة أيامٍ بعده بشهرين، فذلك صيام السنة.
كما ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام عن الله عزّ وجلّ: “كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وأنا أجْزِي به، ولَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ”.
صيام ستة من شوال عند المالكية
روي عن الإمام يحيى بن يحيى إمام المذهب الشافعي أنه قال:
“وسمعت مالكا يقول في صيام ستة أيام بعد الفطر من رمضان:
إني لم أر أحدا من أهل العلم والفقه يصومها ولم يبلغني ذلك عن أحد من السلف، وأن أهل العلم يكرهون ذلك ويخافون بدعته وأن يلحق برمضان ما ليس منه أهل الجهالة والجفاء لو رأوا في ذلك خفته عند أهل العلم ورأوهم يعملون ذلك”.
جريدة الدستور