🔴 مليشيا الدعم السريع .. الاستغاثة باسرائيل
عادت مليشيا الدعم السريع المتمردة لمغازلة إسرائيل للوقوف معها ضد الجيش، وترتبط المليشيا بعلاقة قديمة سابقة للحرب مع دولة الكيان الصهيوني عبر شراكات أمنية وإقتصادية، مثلت أبوظبي حلقة الوصل فيها وذلك لدعمها بصورة مباشرة في الحرب التي تخوضها ضد القوات المسلحة .
مطالبة بالدعم
وناشد مستشار قائد مليشيا الدعم السريع، إسرائيل بالوقوف إلى جانب قواتهم. جاء ذلك في حديث للإذاعة العبرية العامة، حيث قال إنهم في السودان يقاتلون نظام الإخوان المسلمين، المدعوم من إيران مثله في ذلك مثل حماس التي وصفها بـ”الإرهابية”.
وبحسب ما نقلت هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية، قال مستشار قائد المليشيا محمد صالح، إن “على إسرائيل أن تفهم أن نظام البرهان سيبذل قصارى جهده للبقاء في السلطة، بما في ذلك التعاون مع الأنظمة الإجرامية والفاشية”، بحسب تعبيره.
وطبقًا للإذاعة العبرية، حاول المستشار حشد الرأي العام الإسرائيلي إلى جانبه. وقال: “مثلما أنتم الآن تقاتلون حماس التي تدعمها إيران، فإننا نقاتل نظام الإخوان المسلمين، الذي يتلقى الدعم أيضاً من إيران”.
وشبه محمد صالح حربهم ضد الجيش بالحرب التي يخوضها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وادعى وجود قواسم مشتركة بين الحربين. وزاد بالقول: ” نحن جميعًا نتعامل مع جهات تهدد المنطقة، مصدرها نظام أيديولوجي إسلامي متطرف يتعاون مع إيران”.
وأعرب المستشار في حديثه للإذاعة العبرية، عن أمله في أن تساعد إسرائيل قوات دقلو ضد البرهان المتحالف مع إيران.
محاولات مستمرة
وكان مستشار آخر لقائد مليشيا الدعم السريع، شبه في مقابلة مع قناة إسرائيلية، هجمات الجيش على قوات الدعم السريع، بهجمات حركة حماس ضد إسرائيل. ووصف عضو المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع، يوسف عزت الماهري، حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بأنها “إرهابية”، وقال إن ما تتعرض له قوات الدعم السريع، تعرضت له إسرائيل آلاف المرات ممن وصفها بالجماعات الإرهابية في إشارة لحركة “حماس”.
علاقة وطيدة .
وتربط قادة الدعم السريع علاقات قوية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وحلفائها في الإمارات، ورصدت تقارير أسلحة إسرائيلية تستخدمها قوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش السوداني المستمرة منذ/أبريل 2023. وقالت شركة (Military Africa) إن مدفعية إسرائيلية قد شوهدت بحوزة قوات الدعم السريع.
حذف شعار المليشيا..
وحذفت مليشيا الدعم السريع بعد اندلاع الحرب ، كلمة “قدس” من شعارها الرسمي المستخدم على البيانات الصادرة منها ، والمنشورة في حساباتها على موقعي “تويتر” و”فيسبوك”.
وأثار ذلك سجالا عبر مواقع التواصل، بين من اعتبر أنها حذفت الكلمة من إجل إرضاء إسرائيل التي تتودد لها المليشيا لدعمها في الصراع، وبين مقلل من الأمر، ومعتبر أن الكلمة ليس لها علاقة بمدينة القدس، وإنما اختصار لعبارة “قوات الدعم السريع (ق.د.س)”.
وكانت “الدعم السريع” تستخدم كلمة “قدس” في شعارها على حسابها في “تويتر” حتى يوم 18 أبريل 2023، وبعد هذا التاريخ بدأت تستخدم نفس شكل الشعار لكنها حذفت منه كلمة “قدس”، وفعلت الأمر نفسه على حسابها في “فيسبوك” وتم لاحقاً حذف حساباتها الرسمية وحساب قائدها من مواقع التواصل الاجتماعي.
أجهزة تجسس
وفي نوفمبر من العام 2022م كشفت صحيفة “هآرتس”، عن طائرة إسرائيلية يملكها مسؤول سابق في جهاز الموساد، هبطت في مطار الخرطوم لمدة 45 دقيقة في شهر مايو من العام ذاته .
ووفقا للتحقيق الاستقصائي الذي نشرته صحيفة “هآرتس” ، فإن أحد أفراد الطاقم العاملين على متن الطائرة التقط صورة “سيلفي”، ما أتاح معرفة رقمها التسلسلي، وبعد التعقب تبين أنها مملوكة للضابط السابق في الاستخبارات الإسرائيلية، تال ديليان.
ويمتلك ديليان، شبكة شركات تكنولوجية تمتد عبر قبرص، وجزر فيرجين البريطانية، وآيدرلندا، وتعتبر مصدرا رئيسيا لتقنيات التجسس في العديد من دول العالم بما فيها بعض دول الشرق الأوسط، واتهمت شركته بالتورط في فضائح تجسس عديدة، ومنها فضيحة التجسس على الوزراء وكبار المسؤولين اليونانيين.
وكشفت “هآرتس”، أن طاقم الطائرة كلِّف بتسليم جهاز تجسس لقائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو، ، الذي تربطه علاقات وطيدة مع الاستخبارات الإسرائيلية، وأنه التقى مع ممثلين عن جهاز الموساد الإسرائيلي في الخرطوم، و نقل الجهاز إلى دارفور.
وأشارت الصحيفة نقلا عن ثلاثة مسؤولين أوروبيين، إلى أن جهاز التجسس صنع في الاتحاد الأوروبي، وقادر على “تغيير موازين القوى، وبإمكانه تحويل الهاتف الذكي إلى أداة تجسس على مالكه.
نشأة العلاقات :
ووفقاً للناشط السياسي مصلح نصار الرشيدي الذي تحدث ل(الكرامة )، فقد بدأت العلاقات بين الدعم السريع وإسرائيل، عبر شركات علاقات عامة وشركات إستثمارية وأمنية ذات طبيعة تجسسية، وبين الرشيدي أنه تم التنسيق بواسطة الإمارات، وقال ان الدعم السريع واذرع إماراتية اخترقت بعض المكلفين بملف إسرائيل في السودان بغرض تجيير العلاقة لصالح الدعم السريع وليس الدولة.
وأكد أنه قبل الإنقلاب الذي عملت المليشيا لتنفيذه وفشلت كانت هنالك زيارة فيها مناديب من الدعم السريع للكيان الصهيوني .
وأشار مصلح إلى أن اسرائيل الرسمية تتظاهر بأنها ضد العمل الفوضوي في السودان وضد الحرب، ولكن هنالك شركات خاضعة للموساد وفرت معدات الإتصالات والتجسس لصالح المليشيا بالإضافة إلى الأسلحة .
وكشف الرشيدي أنه كان يتم الترتيب والتنسيق في جزيرة قبرص وبعض الدول الأفريقية، وقال الرشيدي في تقديري دور اسرائيل كان محورياً في اشعال الحرب، لافتاً إلى أنه تم خداع تل أبيب بتقارير إماراتية توضح أن الدعم السريع يسيطر على السلطة وسيمكنهم من تحقيق أجندتهم، ولذلك دخلت إسرائيل في هذا المستنقع الذي أحدث الفوضى في السودان، وأشار الرشيدي إلى ضلوع يوغندا في المخطط، وقال مؤامراتهم فشلت وتمت مراجعات في مكتب الملف الإسرائيلي في السودان، وبين أنه بعد ماحدث لن يقبل السودان وشعبه التطبيع، بعد دعم الحرب والخراب ودعم القتل والتغيير الديمغرافي الذي نفذته المليشيا كما يحدث من إسرائيل نفسها تجاه الفلسطينيين.
تشابه وإستنجاد
وفي السياق يرى المحلل السياسي والكاتب الصحفي مكي المغربي أن هنالك تشابه بين إسرائيل والمليشيا وقال المغربي في تعليقه ل(الكرامة)، نعم صحيح الدعم السريع يشبه اسرائيل بالذات في الفشل الاستخباري، حيث فشلت اسرائيل تماماً في توقع هجوم السابع من أكتوبر رغم ما قيل عن تطور استخباراتها وجيشها، كما فشل الدعم السريع في حرب السودان، رغم الدعم المتدفق عليه من السلاح والخدمات التكنلوجية المتطورة في الفضاء والأقمار الصناعية والأرض ولذلك هو إستنجاد فاشل بفاشل.
مصالح وأجندة
وترى إسرائيل أن انتصار المليشيا قد يكون مفيداً بشكل أكبر سياسياً وإقتصادياً لأجندتها الإقليمية، وذلك حسب تحليل نشره موقع “ميدل إيست آي”، حيث يبدأ بالتأكيد على أن لإسرائيل مصلحة استراتيجية في التطبيع مع السودان، حيث إن ساحل البحر الأحمر السوداني ضروري من منظور أمني وإقتصادي لتل أبيب.
ويمثل السودان قلب أفريقيا بامتدادات عميقة إلى القارة السمراء بفضل موقعه ومساحته الجغرافية الشاسعة وحدوده الشاسعة.
ويرى خبراء أن محمد حمدان دقلو ، قائد مليشيا الدعم السريع، أعلن عن تقديم تنازلات أكبر للإسرائيليين ، خاصة بعد توقيع صفقة 2019 مع شركة ضغط أسسها عميل سابق في المخابرات الإسرائيلية.
وكان “حميدتي” عقد اجتماعات مع المخابرات الإسرائيلية،كما أكدت مليشيا الدعم السريع عن دعمها لعملية التطبيع وتوقيع “اتفاقيات أبراهام”، رغم الإعتراضات عليها من أطراف عديدة.
في أبريل 7, 2024
تقرير :الكرامة