أتساءل إن كانت الخرطوم ستعود “عاصمة” لنا مرة أخرى؟
أتساءل إن كانت الخرطوم ستعود “عاصمة” لنا مرة أخرى؟
أكثر مدن السودان إضاءةً وتطوراً وازدحاماً وجمعاً لأهل السودان بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم، هي الآن منسية.
رغم بلاويها العديدة، كانت الأفضل والأجمل.
لابد أن تدخل الخرطوم، موسوعة غينيس للأرقام القياسية، كأول عاصمة تنطفئ بصورة كاملة لمدة 10 أيام متتالية.
الخرطوم بلا كهرباء أو مياه أو شبكة اتصال أو انترنت، الخرطوم بلا خدمات رغم أن عدد كبير من سكانها لم يغادروها.
تصريحات الجيش تتحدث عن تحرير مدني وإكمال تنظيف أم درمان والاتجاه نحو بحري، ولا تصريح عن الخرطوم.
حتى والي الخرطوم، كان يبحث قبل يومين كيفية إعادة الخدمات الناقصة إلى أم درمان، لكنه لم يتذكر العاصمة الخرطوم.!
لم يفكر مسؤول الطاقة أن يبرر لماذا العاصمة بلا كهرباء، ولم يسعَ مسؤول المياه أن يوضح أين أضرار محطات المياه وهل يجري العمل على إصلاحها أم لا، ولم تحاول شركات الاتصال التي تُبشر بعودة شبكاتها في بعض المدن والقرى، أن تشرح لماذا فشلت في إعادة الخدمة إلى الخرطوم..؟
ألا يستحق بقايا سكانها مجرد تبرير وتوضيح من أي مسؤول في الحكومة.؟ ألا يستحقون مزيد من المحاولات من الشركات العاملة في الدولة؟ أم ظنوا أن الخرطوم أصبحت مستعمرة تابعة للدعم السريع؟
وماذا عن الدعم السريع الذي يتواجد في بعض شوارعها ويفشل في إعادة أي خدمة باستثناء توزيع أكياس الأطعمة على سكانها “الجدد”..؟ هل السيطرة بالنسبة لهم تعني فقط حمل السلاح وإيقاف المواطنين في الشوارع وإجراء عمليات الإحلال والإبدال؟
ما تستحقه العاصمة الآن مزيد من الاهتمام اللفظي، لا أكثر.!
لينا يعقوب