شيء غير متوقع
سبعة أكتوبر شيء غير متوقع، انهيار مقدرات الكيان في سويعات لم يكن في الحسبان، رد الفعل الغربي كان شيئا مفاجئا، حجم الانتقام والدمار شيء غير مسبوق، صمود أهل غزة الأسطوري شيء غير طبيعي، تهاوي جيش الاحتلال لم يكن في الحسابات، تغير الرأي العام العالمي وتحوله لم يكن متوقعا ولا في الحسبان، دخول الكيان قفص الاتهام لم يكن في الأفق، تفكك مفاصل الكيان وانقساماته فاجأت الجميع، بروز أسطورة اليمن لم يكن في خيال الأمة، حسابات مقاومة لبنان المتأنية والمدمرة لقدرات الكيان تجاوزت كل التوقعات، عناد نتنياهو وتمرده على أمريكا لم يكن في الأفق،
شيء خارج التوقعات سفر غانتس دون إذن نتنياهو وعزل نتنياهو لغانتس في رحلته لأمريكا، توسع الفجوة بين بايدن ونتنياهو بعد ذلك باستمرار، فمن كندا وإيقاف السلاح إلى عودة تمويل الأونروا كلها مؤشرات على الفرقة الأمريكية الغربية لإسرائيل، ومن النرويج وصندوقها السيادي الذي أخذ قرار تحاشي الشركات التي تنتهك القانون الدولي الإنساني وامتناع إيطاليا عن بيع الأسلحة والذخيرة، ومن تهديد فرنسا وألمانيا إلى شروط بريطانيا، التحذيرات غير المسبوقة والخط الأحمر لعدم دخول رفح من بايدن وبلينكن وكامالا هاريس موقف غير مسبوق في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، والطلب من إسرائيل توقيع وثيقة الالتزام بعدم استخدام الأسلحة الأمريكية في أي عمليات تناقض القانون الدولي، إصرار وتجاهل نتنياهو لكل التحذيرات من الغرب والعالم شيء غير مفهوم إلا في علاقته بإنقاذ نفسه من المحاكمات ودخول السجن،
إصرار نتنياهو على عدم الاستماع للأمريكان ومواجهة بايدن دفع الحزب الديمقراطي لدعم بايدن في تصريح تشاك شومر بأن نتنياهو أضاع الطريق ولا بد أن يرحل عن رئاسة الكيان، ما دفع نتنياهو للتقرب أكثر من الجمهوريين وترامب، فإن حدثت الفرقة بين نتنياهو والحزب الديمقراطي فقد يؤدي هذا لفضح أيباك واللوبي الصهيوني وإقصاء إسرائيل ويضحي بإسرائيل وعلاقاتها بأمريكا والعالم من أجل نصر يحميه ويحمي حكومة الائتلاف اليميني المتطرف، تصريح تشاك شومر رئيس كتلة الأغلبية شيء استثنائي كونه ديمقراطيا ويهوديا ورئيس الأغلبية في الكونغرس، التحول الذي طرأ على الرأي العام العالمي وبالخصوص الرأي العام الغربي والأمريكي الذي أصبح في حالة حنق عظيم على السياسيين الأمريكان وعلى كل ما له علاقة بإسرائيل كان الانقلاب العظيم، فإن مثل هذا التحول سيدفع السياسيين لمجاراة هذا التغير وقد يعني ذلك وقف الدعم المالي والمعنوي والسياسي والعسكري مانح الحياة للكيان، وهذا بالإضافة للقضايا في محكمة العدل والمحكمة الجنائية سيكون آليات تفكيك الكيان كما فعل بجنوب أفريقيا،
وسيقود ذلك دول العالم التي أجمعت على إنهاء هذا الكيان الخطر على أمن وسلامة العالم، من غير المعتاد أن نسمع صوت وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يحذر وزير دفاع الكيان أمام الكاميرات في الوقت يواجه فيه الأمريكان اباء اليمن وأهل اليمن وإدراك الأمريكان بين اليمن ولبنان فقدت أمريكا ردعها وهالة هيمنتها ومكانتها في العالم بعدما فقدته من سمعة في دعم هذا الكيان أمام العالم فهل جاء وقت التخلي عن إسرائيل للتخفيف من غضب الشارع الأمريكي ونكاية نتنياهو وجلفه ليشاهد العالم وليعلم الإسرائيليون أن أمريكا جادة في رفضها لدخول جيش الاحتلال لرفح، لكن نتنياهو مُصر على الدخول ويراهن على إنقاذ نفسه وحلفائه في حكومة الحرب، فهل سيضحي بكل شيء من أجل نصر وهمي في رفح لن يتحقق ويكون نهاية لهذا الكيان وتكون هذه الحرب الأخيرة للإمبراطورية الأمريكية.
عبدالله الخاطر – الشرق القطرية