كيكل يتجول في الجزيرة وسنار مطمئنا ب(السفلي وطاقية الاخفاء).. !
# بخروج آخر كلمة من كنانة الجنرال شمس الدين كباشي في المنطقة العكسرية الشرقية بالقضارف، يكون الشعب السوداني قد استمع لكل وعود قمة هرم الجيش السوداني، وقد وضح عمليا، كذلك، اننا غير مختلفين نهائيا حول الاهداف، ولكن يظل خلافنا قائما حول النتائج، لا احد سوف يقنعني بان (شغل الجيش) عملية مقدسة ولا مساس، لانه ذات الجيش الذي (دربني) في ثلاثة اشهر، كطالب غض على اسلحة خفيفة ومتوسطة، ثم دفع بي الى العمليات النشطة، وكان الجيش وقتها يعرف بحسابات دقيقة كم هو حجم الخسائر، بينما يمثل صعود الجبل نتيجة حتمية تعني الانتصار، اقول ذلك واستغرب لمن يقول ان الجيش استطاع ان يدخر قوته الحربية والبشرية طوال عام كامل، دون ان ينظروا لحجم الدمار الذي طال المواطن السوداني الذي دفع فاتورة باهظة من رصيد قدرته على الاحتمال.
# اقول قولي هذا وابحث عمن يطرد مخاوفي من ان شيئا ما يجري في الخفاء، وهو شيٌ لا يمكن ان نفهمه الا في سياق هدنة غير معلنة او اتفاق سري وكأن هناك من يخطط لصناعة واقع جديد لا ينسجم مع التصريحات التي تخرج هنا وهناك من افواه القيادات العليا، البرهان والكباشي والعطا وجابر مثالا، ثم يمتلئ الافق بالحديث عن المقاومة الشعبية التي يرفض قادة الجيش تسليحها في سنار، وغيرها من مدن، مع ان هذه المقاومة المفترئ عليها، هي التي تسببت في انحسار التتار، ولو قام الجيش بتسليح المقاومة في الجزيرة مبكرا لما سقطت كلها دون اطلاق رصاصة في واحدة من عساكر الفرقة الاولى مدني واللواء الاول مشاة تحت كوبري حنتوب.
# وضح ان القيادة العليا لا تتعاطى ايجابا مع الانتصارات التي تتحقق وتملأ الفضاء بالروح المعنوية العالية والحماس الذي لو تم استغلاله في وقته لدخلت جيوش الفتح الى كل ربوع السودان.. ولكن شيءٌ ما يصنع القلق عند صغار العسكريين والقيادات الوسيطة وكأن ما تحت الرماد وميض نار، ويخشون ان يكون له ضرام، ورسائلهم تترى، والاسئلة تتراقص امامنا عجلى ثم يأتي ما يزرع القلق.. ويصنع الوجع.. (في حاجة غريبة حصلت بعد تحرير الاذاعة الناس ما منتبهين ليها.. نحنا عندنا 10 ك جوه الميدان في امدرمان.. بل هذه هي القوات التي حررت الاذاعة وام درمان القديمة.. بعد التحرير بيومين فقط جاءت اشارة لهم وتم سحب 5 ك وتم اعطا۽هم اذونات.. ركز في كلامي دا).
# والتركيز يا سيدي يجعلنا نتسآءل عن الكيفية التي تمكن بها (كيكل) قطع المسافة ما بين شرق الجزيرة وسهل البطانة وصولا الى جنوب الجزيرة وغرب سنار لكي يزور اليعقوباب في قرية العمارة الشيخ هجو، ثم يخاطب الناس من داخل المسجد آمنا مطمئنا ثم يعود راجعا دون ان تعترضه طائرة مقاتلة او طائرة مسيرة فيزيدنا الرجل قلقا باعلانه لادارة مدنية لولاية الجزيرة.. ما يحدث في الجزيرة وقرى سكر سنار لا ينفصل ابدا عن ما حدث في ام درمان، اذ ان حماس تحرير الاذاعة التي كانت تشكل قيادة حصينة للتمرد الغادر، كان كافيا لتحرير غرب ام درمان بكامل امتدادات محلية امبدة وجنوب ام درمان الكبرى التي تبدأ من احياء النخيل والبستان وابو سعد والبنك العقاري والمربعات والفتيحاب والصالحة، ولكن، توقفت العمليات ودخل الجيش في مرحلة (الاذونات).. اذن هناك ما يستدعي القلق.. ويزرع الشك.. هل عندكم شك.. ؟!
# ان الشاهد عندنا والماثل امامنا، انه كلما ارتفعت وتيرة العمليات الحربية واحرزنا تقدما ملحوظا في جبهات القتال بانتصارات حقيقية على الارض، سرعان ما تبدل الحال الى منطقة اخرى اشبه بحكاية (حاجة زي ما تكون محلق.. فجأة تهبط في سكون)، مما يؤكد بان هناك اياد عابثة تنشط في تحريك المشهد، كيفما شاءت واينما شاءت.
# ظهر ابو عاقلة كيكل (رايق وما متضايق) في عمارة الشيخ هجو و(كاكيهو نظيف) في وجود شوارع ترابية وغبار كثيف.. يكون (عندو سفلي ولا بطوي الارض) يا جيش..
ايمن كبوش