معتصم اقرع: الحيرة ومكابدات النفس الأمارة
أحيانا أسأل نفسي لماذا أنا غبي إلى هذا الحد لأسبب لنفسي كل هذا الصداع وأتحمل كل هذه المخاطر الناجمة عن إزعاج جميع مراكز القوة وقناصيها المحليين والإقليميين والعالميين.
ماذا أكسب من هذا؟ لم أجن من إشتباكي السياسي سوي أعداء أقوياء قادرين علي فعل الأذي وفقدت أصدقاء أعزاء لا أفتقدهم. وأنا لا أكسب شيئا من هذه المهزلة الفظيعة إذ لا أنتمي إلى أي حزب أو قبيلة.
في الواقع أزعجت كل المجموعات السياسية، دون استثناء واثرت حنقها الخطير عني إذ لم أنبطح يوما ما لمقدسات يسار أو يمين أو لاهوت أو كهنوت أو ناسوت أو خاتف لونين. وهرطقت بكل مقدسات اليمين واليسار.
ربما آن أوان أن أكون ذكيًا مثل الجمع ،وان أحافظ علي فمي مغلقًا – وفمي به جرادة كبيرة – ، وأبتعد عن المعارك السياسية الصعبة التي تعرضنى لتنمر كمراردور وكرزايات وشخصيات ترولية عظيمة الجهل، قليلة الأدب، فاقدة الحياء.، وأستمتع بامتيازاتي الشحيمة بسلام، وأظهر على وسائل التواصل الاجتماعي مرة واحدة في الأسبوع للتحدث عن القضايا الرائعة التي أحب متابعتها مثل السينما ، الشعر، الكرة، نظرية الكم، الكوزمولجيا ، الإمبراطوريات، التاريخ، الشعر، الفلسفة, الجغرافيا السياسية للقوى العظمى، والاقتصاد الغامض وان أشير صور رائعة عن طعامي في فتوحاتي السياحية المفرطة البرجوازية.– كل المواضيع التي تمنح المكانة والهيبة ولا تثير أي عداء مكلف.
وان أبتعد عن القضايا الخطرة مثل الغزو الميليشي الممول من الخارج، إغتصاب البنات والمدن وبيع الساسة والكتاب لانفسهم وبلدهم لخارج مفضوح.
لماذ خوض كل هذه المعارك السياسية ودواس الشارع وما يثير أعداء أقوياء ضدي ولا يقدم لي أي ميزة لأنني لا أملك أي ممتلكات أو منزل أو عمل في السودان ولا أريد أن يمنحني أحد وظيفة أو أي معروف في السودان ومعي ما يكفي من جوازات وإقامات دول الاستكبار والمؤسسات الدولية.
وحين عرض علي سوادنة الانتقال الديمقراطي وظائف عليا قلت لهم شكرا إذ لم أستطع تخيل العمل مع ناس ذي ديل كزملاء أو مرؤوسين دع عنك أن أكون أدناهم في في سلسلة الافتراس الغذائي. تبا ثم تبا.
نتحمل كل هذه الضغوط بسب مبادئ أن نكون مع الطيبين ولان هناك ألاف الشرفاء – من جميع ألوان الطيف السياسي – الذين نسعد بالتواجد معهم في قلب القضية. ورب أخ لك لم تلده أمك ولم تقابله أصلا.
معتصم اقرع