🔴 حميدتي ،أين هو الآن؟ وقواته عبارة عن (..)
في نقاش مع الشاب المفكر المجاهد المظفر الدقيل، رئيس تجمع سودانيين ضد التطبيع، حقيقة ذهلت بفهمه العميق لما يقوده في رفض التطبيع مع اسرائيل، هو لا يمارس تشنجا فكريا وسياسيا، ولكنه يرى من الأساس أن حدوث التطبيع في عهد قحت كان لا بد أن يمنح الميزة للدعم السريع وقحت وليس الجيش السوداني، حتى وإن كان الجيش عبر قائده هو من كسر الحاجز التاريخي، الأمر الذي لا تستطيعه قحت ولا المليشيا، وبالمنطق يجب أن تفكر اسرائيل في الاتفاق مع الجيش أكثر من غيره.
ولكن لأن مشروع التطبيع أصلا خارجي، وهو مشروع لتفكيك الدولة وليس تقويتها، وللهشاشة الإجتماعية وليس التماسك الاجتماعي، كان من الطبيعي أن تتطابق أهدافه مع المليشيا في جانب تفكيك الجيش، ومع قحت في جانب تعديل القوانين وازالة العوائق.
كلام مظفر صحيح .. الطبيعي هو أن تبيع اسرائيل الجيش والبرهان، لماذا تكافيء اسرائيل الجيش وقائد الجيش مع وجود حلفاء أقرب لها في الأهداف في معادلة الحكم، ولذلك كان القرار هو ازاحته من المشهد وتمكين قحت والمليشيا والتسويق الخارجي لهم.
عموما، ثبت تماما أن من شؤم التطبيع أن من يدفع الثمن هو من يقترب منه ويساعد عليه. لقد زار ليفي كوهين وزير الخارجية الاسرائيلي البرهان، وبعدها بشهر ونصف كان البرهان في البدروم، وهي ذاته كانت كرامة، لأن خطة قتله كانت محكمة تماما!
حتى الأطراف المطابقة لاهداف اسرائيل في التفكيك، حميدتي، أين هو الآن؟ وقواته عبارة عن جثث واشلاء شبعت منها الكلاب والقطط في طرقات أمدرمان؟ أين قحت والناشطين؟ صاروا يتسولون اللقاء بقائد الجيش الذي كانوا يرغبون في تفكيكه، والبرهان يشترط عليهم القدوم لبورتسودان ومواجهة الشعب الذي تسببوا في قتله وتهجيره.
منذ البداية، كنت احس بالمخاوف في موضوع التطبيع وبالرغم من مشاركاتي الخارجية في المؤتمرات وورش العمل كنت أستخدم مصطلح (المحادثات الاسرائيلية السودانية المباشرة) وليس التطبيع، وفقهي كان هو قطع الطريق على الدول السمسارة التي تمارس (الوساطة الكيدية) في الملف، وتدمج أطماعها في أجندة اسرائيل وأمريكا، وفي هذه الحالة تعتبر المحادثات المباشرة هي الأفضل في حالة وجود ضغوط أمريكية وإجبار على التفاوض، بالذات في عهد ترامب.
بمعنى أنني كنت ضد اتفاقيات ابراهام ومع حق الدولة في التفاوض مع عدوها مباشرة.
الذي أضيفه حاليا، هو أن هذه المحادثات يجب إن تكررت أن تكون فقط استخبارية أمنية، لا علاقة لها بالسياسة أو السيادة البتة.
ويبقى المجتمع السوداني محصنا وبعيدا من التطبيع تماما.
المجتمع السوداني يمثله الشباب الذين حرروا العمارة الهيكلية في أمدرمان وليس السياسيين الذين يقطنون في فنادق نيروبي .. انتهى!
مكي المغربي