التناقضات العجيبة لتنسيقية تقدم
لقد وصلت تناقضات تنسيقية تقدم المتحورة من قحت لي إلى مستوى مذهل. التنسيقية تدعي أنها تعطي الأولوية للسلام باعتباره هدفها الأسمى وتعمل بلا كلل على تعزيز صورة لها محبة للسلام. لكن هل هذه الصورة صحيحة؟ لا.
تأمل قول السيد جعفر حسن الناطق بإسم الحرية والتغيير الذي يقول فيه أن “تصريحات كرتي الرافضة للهدنة تؤكد إدارته للمعارك….. و إنهم كانوا على يقين بأن كرتي هو من أشعل الحرب في السودان بالتعاون والإتفاق مع مجموعته من الإسلاميين داخل الجيش…. {وان} تصريح كرتي يؤكد أن الإسلاميين هم من يقودوا هذه الحرب ليس كجنود فقط ولكن كقادة”.
دعنا نفكر في هذا التصريح في السياق الذي يصر فيه زعماء تقدم- قحت – مثل عرمان وبابكر فيصل وكل الآخرين في مركز القيادة . هؤلاء القادة ووثائقهم كل يوم يصرحون بانهم لن يسمحون للإخوان بالمشاركة في أي تسوية سياسية (شوف (شوف أول تعليق). وبتجميع هذه القطع معًا، يصبح موقف تقدم- قحت: “إخوان كرتي يسيطرون على الجيش. ولن نسمح لهم بالمشاركة في أي تسوية توقف الحرب عن طريق التفاوض. بل بس. ما في تفاهم”.
ويصبح شعار لا للحرب مجرد حيلة سياسية تفتقد المصداقية. أقول ليك سر: لو كان موقفك منع الأخوان من المشاركة السياسية، علي بركة الله بس ما تتفاجأ لو قاتلوك لاخر جندي.
من الواضح أن من لا يريد التفاوض مع الكيان الذي يسيطر على الجيش لا يعطي الأولوية للسلام عبر التفاوض. إذن يصبح الهدف الأول لحق تقدم- قحت هو سحق الإخوان ويأتي السلام لاحقًا.
ومن حق تقدم- قحت تبنى هذا الموقف، لكنه الموقف نفسه الذي يجعل ادعاءها بأنها صانع سلام زائفًا ومكياج إعلامي لا أكثر .
البحث عن السلام يعني أن يتفاوض المرء مع عدوه، وليس مع أصدقائه، و أن يتفاوض مع الكيان الذي يدير الجيش ويسيطر عليه وليس أذنابه.
إذا كان كرتي يسيطر علي الجيش كما قال الأستاذ جعفر فان أولوية السلام تعني التفاوض معه ومجموعته. وإذا كانت تقدم- قحت لا ترغب في التفاوض – وهذا حقها – فلتكف عن إتهام الآخرين بعرقلة التفاوض من أجل السلام لانها مثلهم والفرق الوحيد أن علبة مكياجها الإعلامي أكبر.
* راي ناس تقدم قديم وسابق للتصريح المنسوب لكرتي. تناقض تقدم ثابت بغض النظر عما قال كرتي أو لم يقل.
معتصم أقرع