تحقيقات وتقارير

(هنا أم درمان).. بيانات سياسية وخطط عسكرية

وضعت السفارة الصينية بالسودان صورة مقر محلية أم درمان على صدر صفحتها الرسمية مع الفيس بوك ومعها عبارة ” هنا أم درمان”، لتحصد تفاعلات انتصار الجيش السوداني على مليشيا الدعم السريع واستعادة مقر الاذاعة والتلفزيون منها بعد أن كبدها خسائر فادحة.
وتدفقت بيانات الانتصار والتهنئة من قبل الأحزاب السياسية ورموز المجتمع بالبلاد عقب اعلان الجيش السوداني رسميا دخوله مقر “هنا أم درمان”.

تفاصيل المعركة

لأكثر من شهور ظلت الاذاعة والتلفزيون تحت الحصار، بعد أن تقدمت قوات الجيش السوداني من عدة محاور عسكرية من قاعدة وادي سيدنا نحو أحياء أم درمان القديمة تسد الطرقات على المليشيا.
وضعت قيادة الجيش خطة تضمن سلامة مقر الاذاعة والتلفزيون، وفق مصادر عسكرية، للحفاظ على ذاكرة وتاريخ الشعب السوداني الموجود بداخلها.
تضمنت الخطة، جر المليشيا إلى خارج “الحيشان الثلاثة” مع تكثيف عمليات المراقبة بواسطة المسيرات.
يقع مقر الاذاعة والتلفزيون في منطقة إستراتيجية حاكمة، ففي شرقها يجري نهر النيل، وجنوبها تحيط بها معالم أثرية مثل بوابة عبدالقيوم، وطابية الثورة المهدية من الجنوب الشرقي وغربها سجن أم درمان ودار الأمة وحوش الخليفة وتراث المهدية.
في الأول من شهر رمضان بدأت مليشيا الدعم السريع في تنفيذ خطة الانسحاب، بعد أن اطبق الجيش من كل مكان، شارع النيل في أم درمان تقدم إليه متحرك عزم الرجال بقيادة العميد انور الزبير ومتحرك الشهيد عرديب ومتحرك اسود العريب ومن الجنوب جاءت قوات سلاح المهندسين.
جمعت مليشيا الدعم السريع، وفق مصادر عسكرية، العربات القتالية استعدادا لتنفيذ خطة الهروب من الحصار عبر شارع العرضة من خلال محورين مع اسناد قوات اضافية ثالثة تغطي عملية الهروب، وفق بيان للجيش.
لم تكن مليشيا الدعم السريع تتوقع ان تكون فعالية المسيرات الجوية بهذا الشكل الذي أدى إلى تدمير عشرات العربات واستلام مثلها، بعد أن اعتمدت في خطتها على أجهزة تشويش المسيرات، وفق مصادر.

في الساعات الأولى من فجر اليوم الثاني من شهر رمضان تقدمت قوة خاصة من سلاح المهندسين عبر المحور الجنوبي للإذاعة، بينما كانت المسيرات تتنظر خروج المليشيا، وماهي الا لحظات حتى تحولت العربات القتالية إلى رماد، وفق مشاهد مصورة بثها اعلام الجيش السوداني.

بيانات سياسية

تقدم حزب الامة بقيادة مبارك المهدي، بالتهنئة لرئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان وعبره للقوات المسلحة السودانية والأجهزة الأمنية الاخرى والجهد الشعبي بالإنتصارات العظيمة للقوات المسلحة في العاصمة الوطنية أمدرمان وتحرير الهيئة القومية للاذاعة والتلفزيون، وفق بيان للحزب تلقى المحقق نسخة منه.
وقال :” تمتد التهنئة الى الشعب السوداني الذي كان سنداً قوياً لقواته المسلحة والاجهزة النظامية الأخرى ،ولم يجد اليأس والخوف طريقاً اليه،وقدم أرتال من الشهداء في معركة الكرامة ضد الغزو الأجنبي الذي يستخدم مليشيات ال دقلو الارهابية”.
وتابع “: قواتنا المسلحة أدارت حرب المدن بمهنية عالية حافظت من خلالها علي ارواح وممتلكات المواطنين والبنيات الأساسية، رغم الغدر والخيانة من قوى التآمر الخارجي آلتي أعدت المؤاني والمطارات الخارجية للاستيلاء على الدولة السودانية”.
وأكد بان تحرير مدينة أمدرمان سيكون بداية إنهيار واستسلام مليشيا الدعم السريع الارهابية،وبداية لفشل مخططها الخبيث الذي تريد من خلاله المساومة باحتلال المنازل والعيان المدنية الحصول علي السلطة والقوة العسكرية بغطاء من حاضنة سياسية وقوى اقليمية،لكن قواتنا المسلحة ومن خلفها شعب السودان الجبار قادر على افشال المخطط الخبيث،كما افشل مخطط الاستيلاء على السلطة في ١٥ ابريل من العام الماضي عبر ٣٥ شهيد من الحرس الرئاسي هانت الحياة في عيونهم من أجل استقرار السودان.

كما تقدم الحزب الإتحادي الديمقراطي “الأصل”
بالتهنئة للأمة السودانية بتحرير الإذاعة و التلفزيون من قبضة المليشيا المتمردة.
وقال الأمين السياسي للحزب معتز الفحل:’
الإذاعة و التلفزيون يعنيان تاريخ الأمة و ذاكرتها و ما يبني عليه إستلهاماً لمستقبل واعد.
الرحمة و المغفرة لشهداء معارك القوات المسلحة السودانية و الشفاء العاجل للجرحى و العودة الآمنة للمفقودين”

من جانبه قال حاكم اقليم النيل الازرق احمد العمدة بادي :”نُهنئكم اليوم بحلول شهر رمضان المعظم اعاده الله علينا و عليكم بالخير و اليمن و البركات و لقواتنا النصر المؤزر،ونحن في هذه الايام المباركة من شهر رمضان و قواتنا المسلحة تخوض معارك ضارية مع مليشا الدعم السريع التي فقدت كل قواها و اصبحت قواتنا المسلحة تحقق الانتصار تلو الانتصار حتي توجت انتصارتها بتحرير مباني الاذاعة و التلفزيون لتكون هذه بداية لانها ما تبقي من ملشيا التمرد من العاصمه القومية وكافة مناطق تمركزهم.”

وتابع :”نهنئ الشعب السوداني بهذا النصر الكبير الذي اهدتنا له قواتنا المسلحة ، كما نبعث باحر التهاني للقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان و كل أركان حربه في القوات المسلحة و الأجهزة النظامية الآخرى الذين لبو نداء الوطن و قدموا الغالي و النفيس من اجل سيادة السودان و شعبه”.

من جانبه قال رئيس حركة تحرير السودان مصطفى تمبور بعد تقديم التهنئة بالانتصار، إن تقدم- تنسيقية سياسية يقودها عبدالله حمدوك – بعد أن فشلت في الوصول للسلطة عبر انقلاب الدعم السريع في 15 أبريل تريد الآن أن تدخل عبر بوابة أي حوار يجمع الدعم السريع بحكومة السودان

وأضاف:” أي حديث عن عملية سياسية قبل إنهاء التمرد سابق لأوانه وأن الأولوية الآن لإنهاء تمرد الدعم السربع ثم جلوس السودانيين في مائدة مستديرة بعيداً عن التدخلات الأجنبية”.

وفي ذات السياق،أشاد بابكر حمدين، حاكم إقليم دارفور المكلف ووزير الصحة والرعاية الاجتماعية في حكومة إقليم دارفور، بالجهود التي بذلتها القوات المسلحة في تحرير مبنى الإذاعة والتليفزيون .

وهنأ حمدين القوات المسلحة وجهاز المخابرات العامة والقوات النظامية الأخرى وقوات حركة العدل والمساواة السودانية والمستنفرين عموماً والشعب السوداني بمناسبة الانتصار الكبير الذي تحقق في استعادة مقر إذاعة وتلفزيون السودان، حيث قدمت القوات المسلحة وكل مكوناتها تاريخًا مشرفًا يظهر شجاعة الجندي السوداني وعبقرية قادته في إدارة المعركة.

وأشار إلى أن الجيش أظهر صبرًا واستقرارًا وتصميمًا وقدرة في العمل نحو تحقيق النصر والدفاع عن الوطن.

وتابع :”أظهرت الاستعادة المهمة للإذاعة أهمية كبيرة لأنها تعتبر ذاكرة الشعب السوداني وتحمل تراثه الثقافي والإبداعي، كما تمثل صوت الوطن والمواطن السوداني في كل مناطقه سواء الريفية أو الحضرية وتشكل جزءًا من وجدانهم المشترك”.

القضارف – طلال اسماعيل – المحقق