🔴 معركة أم درمان هي المعركة الحاسمة في حرب السودان
معركة أم درمان هي المعركة الحاسمة في هذه الحرب؛ ومعركة الإذاعة هي درة تاج معركة أم درمان. الإنتصار في #أمدرمان هو انتصار في الحرب ومعركة الإذاعة هي ذروة الانتصارات في أم درمان.
معركة تم فيها تدمير كامل للقوة الموجودة في الإذاعة وهي تتويج لعملية طويلة وشاقة ابتدأت بالدفاع والاستنزاف ثم التقدم بصعوبة وتقديم المئات من الشهداء. فمعركة أم درمان ليست مجرد تحرير لمباني الإذاعة ولكنها معركة كسر عظم المليشيا وسحقها ببطء وعبر دماء وتضحيات؛ لم يصل الجيش الإذاعة إلا بعد تدمير وسحق قوة المليشيا بشكل مستمر على مدار أشهر طويلة، وذلك لم يكن نزهة. هذه ملحمة طويلة بدأت من كرري وجبل سركاب والشهيد عثمان ورفاقه وكيف هزمت قوة صغيرة بأسلحة خفيفة معسكرا بأكمله؛ قدم الجيش والقوات النظامية والمجاهدين أرتال من الشهداء وفي المقابل تم سحق المليشيا وأخيرا إبادة قوتها الموجودة في الإذاعة.
كيف لا نفرح بإنتصار أم درمان والمليشيا قد أعدت العدة للانقلاب والانقضاض على الجيش ومسحه كمؤسسة من الوجود والسيطرة على كامل الدولة بأرضها ومؤسساتها وأموالها وبرجالها ونساءها؛ هؤلاء الأوباش كانوا على مرمى حجر للسيطرة على الدولة والشعب والحاضر والمستقبل وحتى على التاريخ. أين كنا وأين أصبحنا؟
كانت قيادة الجيش محاصرة وكل المعسكرات مهددة بالسقوط وكل قيادة الجيش تقريبا تحت الحصار والدعم السريع يسيطر على معظم أجزاء العاصمة في لحظات لم نكن نعرف فيها من هو العدو ومن هو الخائن ومن الوطني، ولا نعرف إن كان الجيش يملك القوة الكافية للمواجهة ومن من القادة ومن العساكر قد تم شراؤه! في لحظة أنت لا تعرف إذا نزل الجيش بقوات مشاة هل ستنحاز إلى الخونة أم ستقاتلهم. كان حميدتي أشبه بعملاق قادر على ابتلاع دولة كاملة بجيشها ومؤسساتها وشعبها، ولكنه كان قد اصطدم من اللحظات الأولى بصخرة الجيش العنيدة حيث أفشل بضع وثلاثون شهيدا من الحرس الرئاسي المحاولة القوية لقتل القائد العام. استطاع الجيش تلقي الصدمة وظل في حالة دفاع يصد الموجة تلو الموجة على معسكراته، وتلقى العديد من الخسائر. فقد فرق ومواقع ومدن وولايات بأكملها، ولكن في المقابل فقد استنزفت المليشيا وخارت قواها بينما استمر الجيش برغم الخسائر في الاحتفاظ بالقوة وفي مراكمتها عددا وتسليحا وتدريبا وظل يعمل ببرود مهني متبلد نوعا ما وبطيء بطبيعة الحال وتشوبه إخفاقات بلاشك، ولكنه مع ذلك ما توقف عن استزاف قوة المليشيا ومراكمة القوة والخبرة والسلاح. وظل يعمل في أم درمان بالذات يتقدم بصعوبة ولكن بثبات ومع كل خطوة يتقدمها تفقد المليشيا الأرض والقوة.
لم ينشغل #الجيش بمعارك حاولت أن تجره إليها المليشيا خارج العاصمة وواصل التقدم في أم درمان، من أجل هذا اليوم، ولأنها أم المعارك بحسمها تحسم معركة الكرامة بكاملها، وهو اليوم قد أباد أكبر قوة للمليشيا في أم درمان إبادة كاملة، ما يعني تقريبا نهاية معركة أم درمان وفصل قوات المليشيا في بحري والخرطوم بالكامل عن أي إمداد من جهة الغرب.
وفي الوقت نفسه واصل الجيش في ضرب المليشيا في بحري والكدرو وفي #الخرطوم والأبيض وحتى في الجزيرة وتخوم #سنار والفاو مع إعداد العدة للمعركة الفاصلة في الجزيرة وما بعدها وصولا إلى #دارفور .
ولكن معركة أم درمان تكمن أهميتها لا في التحرير وإنما التدمير، تدمير قوة المليشيا، لأنها تعني قطع خطوط الإمداد ومحاصرة بقايا فلول المليشيا في الجز الشرقي من النيل مع عدم ترك مساحة للهرب مثلما حدث بالأمس في أم درمان، حيث تم تدمير قوات المليشيا وهي في حالة هروب مدبرة غير مقبلة (معردة) وهذه قمة الهزيمة.
حليم عباس