فضل النصف من شعبان
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فقد روي في فضل قيام ليلة النصف من شعبان وصيام نهارها أحاديث اختلف الناس في تصحيحها، وإن كان أكثر المحققين من أهل العلم على تضعيفها،
ومن ذلك ما رواه الترمذي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب) قال الترمذي: لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث الحجاج بن أرطأة عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عن عائشة، وسمعت محمداً ـ يعني البخاري ـ يضعف هذا الحديث،
وقال: يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة، والحجاج بن أرطأة لم يسمع من يحيى بن أبي كثير.ا.هـ وقال القاضي أبو بكر بن العربي المالكي: وليس في ليلة النصف من شعبان حديث يعول عليه لا في فضلها ولا في نسخ الآجال فيها فلا تلتفتوا إليها.ا.هـ
وممن أنكر إحياء تلك الليلة من علماء المالكية الإمام ابن الحاج في كتابه (المدخل) وعليه فما ينبغي للمسلم الموفق أن يخص تلك الليلة ولا ذلك اليوم بعبادة؛ حذراً من الدخول في قول نبينا صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) والله تعالى أعلم.
الشيخ عبدالحي يوسف