تحقيقات وتقارير

🔴 السودان :الحسم العسكري بانتظار ساعة الصفر

في انتظار ساعة الصفر، تستعد عدة متحركات للجيش السوداني للتقدم نحو مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة وأجزاء من ولاية الخرطوم لإعلان تحريرها من قبضة مليشيا الدعم السريع، وفق مصادر عسكرية وشهود عيان تحدثوا(للمحقق) وفضلوا حجب أسمائهم.

ومع تدفق السلاح والذخائر إلى السودان عبر عدة منافذ من دول صديقة للبلاد، بات وضع الجيش السوداني أفضل عما كان عليه منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل الماضي.

ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى في يوم 24 رمضان، يترقب نهاية الحرب وحسم التمرد الذي تمدد من ولاية الخرطوم إلى ولايات أخرى في كردفان ودارفور.

يؤكد أحد المصادر الميدانية في محور أم درمان القديمة بأن الجيش السوداني أحكم سيطرته على معظم أحياء المدينة بينما تبقت أحياء أبوروف وبيت المال والملازمين بعد حصار مقر الإذاعة والتلفزيون.

وأشار إلى وجود مدنيين من بينهم أسرى في تلك الأحياء تستخدهم مليشيا الدعم السريع كدروع بشرية.

وخلال الأسبوعين الماضيين كثف الجيش السوداني من عمليات نوعية بدفع متحركات شمال الخرطوم بحري ومن قاعدة حطاب العسكرية شرق العاصمة الخرطوم، بخلاف وجود متحركات عسكرية في مدينة الفاو بولاية القضارف ومن ولاية سنار متوجها نحو مناطق جنوب ولاية الجزيرة ومتحرك ثالث من منطقة المناقل متوجها نحو غرب ولاية الجزيرة.

وتضم تلك المتحركات عشرات الآلاف من جنود الجيش السوداني وهيئة مكافحة الإرهاب بجهاز المخابرات العامة والشرطة ومقاتلي إدارة الاحتياط والمعاشيين من القوات النظامية بالإضافة إلى قوات من الحركات المسلحة من دارفور والنيل الأزرق التي لا تخفي دعمها للجيش.

والأربعاء، بشر والي ولاية الجزيرة الطاهر إبراهيم الخير، مواطني الولاية بالعودة إلى منازلهم ومناطقهم قريباً، وقال”نتوقع بإذن الله تعالى صيام رمضان بالولاية”، ووجه الوالي رسالة للمواطنين برصد المتعاونين مع الدعم السريع والتبليغ عنهم.

وذكر شهود عيان بأن شحنات سلاح نوعية تدفقت إلى السودان عبر منافذ نوعية وأحدثت فرقاً واسعاً في العمليات العسكرية وقلبت الموازين لصالح الجيش السوداني.

وذكر خبراء عسكريون تحدثوا (للمحقق) بأن مليشيا الدعم السريع عندما اندلعت الحرب تفوقت على الجيش السوداني بأعداد هائلة من الجنود وكثافة نيران غير معهودة في حرب المدن.

لكن مع اتباع الجيش السوداني لتكتيات الدفاع والإنسحاب في بعض الأحيان مع تفوق سلاح الطيران، انقلبت المعادلة وصار الجيش ولأول مرة يستخدم تكتيكات الهجوم والتقدم ونشر ارتكازات عسكرية في المواقع التي يستردها من التمرد.

وتناقصت أعداد جنود المليشيا بشكل مريع، بل وفي بعض المناطق انتسب إليها من لا يحسن استخدام السلاح ويجيد تكتيكات الحرب.

ويرى الخبراء بأن ظهور فيدوهات لمليشيا الدعم السريع في بعض مناطق دارفور وهي تحث جنودها عبر مكبرات الصوت على ضرورة التبليغ لمعسكراتها دليل على تناقص قوتها.

ويبقى التساؤل وسط المواطن الذي دفع فاتورة تلك الحرب هل سيشهد شهر رمضان القادم نهايتها؟

تقرير – طلال إسماعيل�
المحقق