أهل السودان ..إبل الرحيل شايلة السقى وعطشانة
إذا كان حميدتي قد حاذ على جبل عامر وعدد من مناجم الذهب في السودان بقوة السلاح وأقام بذلك إمبراطورية (دقلو) التي امتلكت عشرات وربما مئات الشركات والعقارات واستثمرت في كل خيرات السودان ووصل بها الحال لاقامة علاقات دولية، كأنها دولة داخل دولة.. فإن هناك إمبراطوريات أخرى تعمل في صمت، قوامها الحركات المسلحة المتمردة، الموقع منها على إتفاق جوبا وغير الموقع، فمنها ما يمتلك كل مناجم اليورانيوم والنحاس وكل جبال البلاتين واليورانيوم وغابات اللبان الدكر، فى دارفور وجنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان..حتى العقيق والأحجار الكريمة في البحر الأحمر والذهب في جبالها.. إضافة للموارد الأخرى،غير المعدنية من صمغ ولحوم وجلود الحيوانات.
إن أباطرة الحروب يريدون أن يقسموا كيكة السودان فيما بينهم بقوة السلاح مقويين لنفوذهم بدعم خارجي، قوامه الحكومات والشركات العالمية التي تستحوذ على النصيب الأكبر من ثروات السودان وترمي لهؤلاء بالفتات.. لا بد من تحرير السودان من حركات (تحرير السودان) ولابد من إقامة العدل والمساواة بمحاسبة ما اغترفته أيدي من اتخذوا شعار (العدل والمساواة)، لظلم أهل السودان بتبديد ثرواتهم واحتكارها لأفراد وأسر بعينها، تريد أن تحول السودان إلى إقطاعيات قسرا، كما حاولت أسرا بالسياسة والفهلوة قبلا.
الحرب التي تدور رحاها الآن في الخرطوم، ينبغي أن تكون حرب تحرير شاملة لكل السودان بالتخلص من عملاء الداخل، لوردات الحروب، إقطاعيو العصر الحديث.. يجب أن تكون حربا لتحرير وعودة ثروات بلادنا المنهوبة لينعم بها كافة أهل السودان، الذين يعيشون المسغبة وهم يمتلكون أغني دولة، كأنهم إبل الرحيل شايلة السقى وعطشانة.
د.محمد بشير عبادي