هذه الوضاءة والبهاء
هل ترون هذا الإشراق فى الوجوه وتلك الإبتسامات المضيئة وذلك البهاء فى الوجوه ؟.. هل تعلم أن هذه الاجساد ترتاح قليلا بعد معركة استمرت أكثر من خمس ساعات؟ ..
وأنهم فى رباطهم ذلك لأيام ؟ والماء قليل ؟ والزاد قليل ؟ ولكن القلوب مليئة بالإيمان ، صدقت فى مسيرها وأخلصت سرائرها لله ، فأضاء وجوهم كأنهم أغتسلوا فى البحر للتو.. لله درهم ، فقد روي عن ابن مسعود ( أن نورهم على قدر أعمالهم، منهم من نوره مثل الجبل، ومنهم من نوره مثل النخلة، ومنهم من نوره مثل الرجل القائم، فدون ذلك).. وفسر بعض السلف قوله تعالى فى سورة الحديد (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (الحديد 12) ، بأنه نور حسي يتوهج وفسره بعضهم بحسن العمل ، ونحسب أن هذه الزمرة الطيبة احسنت العمل فأشرقت الوجوه بذلك الطيف الروحاني الشفيف ..
رغم التعب ، رغم التراب ، رغم المعركة ، فإنهم يبتسمون فى ود ، تحات من نفوسهم الشح فجادوا بالمودة واللطف والبشاشة ، إنهم أبناء هذا الوطن ، عهد وموثق ، صدق قصد وعزم فعل ، هم مستقبل هذا البلد وهم عماده حين ترتجف الأيدى ، هم هناك فى الخنادق وفى الغابات وفى الأزقة يحرسون الوطن واهله ويدفعون الباطل بالمجاهدة والثبات.. ترنو وجوهم للسماء دوما.. الله اكبر..
سدد الله الرمى وتقبل العمل ونصركم بتأييده..
صلى الله على سيدنا محمد و على آله وصحبه أجمعين..
د.ابراهيم الصديق على
2 فبراير 2024م