رأي ومقالات

🔴 الحكاية الكاملة لابعاد شاب سوداني من الامارات بعد ان طلب منه عدم مناصرة الجيش ودعم الدعم السريع

الإمارات تعض الأيادي التي بنت مجدها…
قبل رواية فصول القصص المأساوية المظلمة، أفضل تذكير العائلة الجاحدة التي تتسلط على رقاب شعبها بدولة الإمارات العربية المتحدة، أن السواعد التي شيدت مجدكم الحالي سودانية، وان العقول التي نقلتكم من بدو يعيشون بين كثبان الرمال وتحت الخيام، سودانية، وان الدماء التي تسيل حفاظاً على أمنكم، سودانية.

“حمزة محمد” شاب سوداني، حصل على مؤهل أكاديمي وقرر الاغتراب كحال معظم الشباب السوداني الباحث عن مستقبل ووظيفة تؤمن معاشه، باتباع الإجراءات المعتادة حصل على عقد عمل، وانتقل للعيش بدولة الإمارات العربية المتحدة، أمضى بها سنوات كمقيم لم يخالف القانون ولا مرة، حتى اندلعت الحرب في السودان، وبالتالي تفاعل معها عبر حسابه الشخصي بمواقع التواصل الاجتماعي، وأعلن دعمه وتأييده للقوات المسلحة السودانية التي تقاتل ضد عدوان أجنبي مفضوح ومعلوم للقاصي والداني.

تفاجأ “حمزة” باتصال هاتفي من مكتب الهوية والجنسية التابع لجهاز الأمن الإماراتي، وطلب حضوره إلى مقر رقم (56) بإمارة أبو ظبي، بالفعل استجاب “حمزة” وذهب إلى حيث طلب منه، وهناك استقبله ضابط وادخله مكتباً به ثلاثة ضباط بعد مراجعة كل أوراقه الثبوتية والتأكد من سلامتها القانونية، بدأ التحقيق معه، سألوه عن المبلغ الذي يتقاضاه راتب شهري، وسألوه عن رأيه في حرب السودان، وطلبوا منه التوقف عن دعم ومناصرة القوات المسلحة، والنشاط في دعم ومناصرة مليشيا الدعم السريع مقابل الاستمرار في عمله وإقامته، جاء رد الشاب حمزة مفحماً وغير متوقع، قائلا: “ما في سوداني حر بتجيبو هنا ح يقول ليك أنا أدعم مليشيات مرتزقة أجانب، ومافي مليشيا بتحكم دولة “.

قرر جهاز الأمن إبعاده من دولة الإمارات إلى أثيوبيا، ولكن “حمزة” تمسك بضرورة إبعاده إلى السودان، بلاده التي قدم منها، تفاجأ بإلقاء القبض عليه، والزج به في السجن لمدة (٢٥) يوماً، ورفضوا إبعاده إلى السودان بحجة أن هذه الخطوة ستسبب في حرج بالغ لحكومة الإمارات في مع المنظمات الدولية، حيث لا يمكن إبعاد شخص إلى دولة تعيش حالة حرب.

أمضى “حمزة”(25) يوماً في السجون الإماراتية حتى يقبل السفر إلى دولة إثيوبيا بدلاً عن يوغندا الدولة التي اختارها لتنفيذ قرار الأبعاد، وهو ما حدث بالفعل، تم إبعاده إلى أثيوبيا التي مكث بها ثلاثة أشهر حتى عاد إلى بلاده.

وقضية “حمزة” ليست وحدها بل العديد من الضحايا، بعضهم آثر الصمت لأن ظروف الحياة لا تحتمل التخلي عن وظيفته والراتب الذي يعول به أسرته وذويه في السودان.

نموذج آخر .. هاتفتني صديقة تقيم بدولة الإمارات قبل أيام، وكانت تبدو متوترة، وطلبت مني مساعدتها عبر المعارف والاصدقاء في الحصول على وظيفة بأي دولة خليجية أخرى، لأن الأمن الإماراتي أبلغها هاتفيا أنها تحت المراقبة، بعد ملاحظة نشاط إعلامي على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي داعمة ومناصرة للقوات المسلحة.

حكام الإمارات الجبناء، ناكرو الجميل، جاحدو أفضال الرجال عليهم وعلى بلادهم، بعد مساهمتهم الفعالة في التآمر على السودان الذي قدم لهم كل العون والمحبة خلال حقب مختلفة، قرروا المضي في تآمرهم على بلادنا وابتزاز الرعايا السودانيين الذين ساهموا بفعالية في بناء بلادهم، قبل أن تتحول إلى إلى مكب نفايات العالم؛ من أموال تجارة السلاح، المخدرات والدعارة، لينفقوها على تدمير الشعوب الآمنة.
محبتي واحترامي

رشان أوشي