رأي ومقالات

الكتابة على مواقع التواصل: نصائح خلاصة تجارب ومعايشة (1)

الكتابة فى مواقع التواصل الإجتماعي ذات خصوصية ، وفيها الكثير من الدراسات الاكاديمية والمنهجية ، احاول هنا تبسيط بعض القواعد ، وهى اقرب للتجربة الشخصية.

– كن إستقصائيا ، و ليس مجرد متلقي للاخبار والمعلومات ، إمكانية البحث متاحة ، إذا ورد خبر من شاكلة نشرت مجلة كذا أو محطة كذا أو تقرير هكذا ، خذ من زمنك دقيقة وابحث ، ربما تجد فائدة أكبر ، أو لا تجد شيئا ، و فى كلتا الحالتين حصلت على معلومة مهمة..
– لا تحرص على الأخبار العامة ، هناك منصات ، ومتخصصين لديهم مصادر ، ولكن يمكنك التعليق على الأخبار وتحليلها والتفاعل معها..

– ركز على الأخبار والأحداث ذات الطبيعة الخاصة ، والافراد ، و المجتمعات ، والمناطق ، و القضايا ، تلك التى لا تثير حماسة وسائل العام المهمومة بالعناوين الكبيرة ، هذا الاهتمام يقربك أكثر للمجتمعات.. ويعزز القيمة الإنسانية للنشر..

– إذا تخصصت فى مجال ، احرص على تخصصك ، لا تصدم المشاهد أو القارىء بالإنحراف عن ذلك ، فهو اتخذك ملاذا ومتكأ ، لا تبدل تخصصك دون تبرير كاف ، فى الصين وجدت 315 قناة تلفزيونية و أكثر منها إذاعات ، وعندما سألت احد المسوؤلين عن كيفية السيطرة على هذا التدفق الاعلامي قال لى (التخصص) ، لا يعنيك قضية اخرى ، اذا كنت قناة رياضية أو زراعية أو درامية ، ما يليك فحسب..

– وبمناسبة التدفق ، فأنت احد المتفاعلين فى مشهد كثيف ، عدد سكان العالم اليوم 8 مليار و8 مليون نسمة ، وعدد مستخدمى الانترنت 6 مليار بنسبة تقترب من 75 % ، وهناك أكثر من مليار تويت فى اليوم وأكثر من 100 مليار بحث على الانترنت ، العالم فى حالة فوران ، ومعلومة قد تشكل إضافة أو تعود عليك بالتكذيب والإنكار ، ولذلك تثبت وتبين ودقق في البيانات..

– طور مهاراتك الشخصية فى إستكشاف الأخبار ، و الموضوعات ، وقراءة المحتوى ، لقد أصبح ذلك قسما مهما فى القنوات الفضائية ومنصات الأخبار ، ويمكن أن تطور قدراتك فى ذلك ، فى الظروف الحرجة هناك الكثير من الأكاذيب والتأليف مما يخدع به الرعاع والغوغاء ، وبما إنك لست كذلك ، لا تنخدع وتنساق كالقطيع.. لقد تم تدمير اوطان بسبب (السواقة بالخلاء) ، خذ مثلا كيف ساقت الولايات المتحدة العالم للحرب بسبب اسلحة كيمياوية فى العراق، وانتهى أمر بلا شىء، قادت حرب ضد القاعدة فى افغانستان وخرجت منها بعد 17 عاما وسلمتها لحركة طالبان … لقد اصبحت هناك شركات كبري ذات خبرة وعلاقات متداخلة فى هذا المجال..

– أهتم على المستوى الشخصي بالاتى:
* الكتابة الإحترافية أو السليمة وتجنب الأخطاء (الاملائية) قدر الإمكان ، فهى مزعجة وتقلل من موثوقيتك..

* وسع خيارات النشر (الفيسبوك ، تيك توك ، انستجرام ، إكس ، يوتيوب ، ريلز..) الخ ، إنها منصات تنوع ..

* وطن نفسك على احترام الآخر ، حقه الأدبي ، و رأيه (دون إسفاف) ، وصفه (إن كان هو مما لا يليق بهم فليكن بما يليق بك)..

* أكتب بحسك الشخصي وليس منطلقك السياسي أو الجهوي أو المناطقي ، انت فرد وليس بالضرورة تمثل كل مواقف الإنتماء السياسي ، انت مواطن سودانى وكفى..

* شارك الأخرين بعض أفراحك وأحزانك ، و أشجانك و،(ترنيماتك (إن شئت) دعهم يحسوا ببعض الدفء والإلفة والإقتراب.. إنهم اصدقاء

– كن على قناعة ، أن هذه المنصات ، هى ادوات لآخرين للهدم كذلك ، ليس كل الأمور (نوايا طيبة) ، وفى اوقات المحن قد تكون ادوات بالغة التأثير ، من خلال الشائعات والترصد ، والتأثير النفسي ، حاول ألا تكون نقطة عبور ، وانت تتساءل ببراءة (يا جماعة مدينة (X.) فيها شنو الليلة).. هذا مثال على بساطته فإنه يثير الهلع ، ستتدفق آلاف الهواتف من الخارج والداخل تتلهف من أبناء المدينة (x)(عندكم شنو الليلة) .. وهكذا تتطور تلك الكلمة لحالة من الذعر والهلع..
هل هذا مفيد ، أرجو ذلك ، إن كان كذلك شيروا..
د.ابراهيم الصديق على
الاثنين 22 يناير 2024م