تحركات إثيوبيا في الصومال مرفوضة
«إن الاتفاق بين أرض الصومال وإثيوبيا غير مقبول لأحد»، بهذه العبارة المشددة أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى موقف مصر من ذلك الاتفاق الذى ينتهك وحدة واستقلال دولة الصومال الشقيقة، هذه الدولة العربية الأفريقية التى ترتبط مع مصر بعلاقات ممتدة جذورها لآلاف السنين.
كان الرئيس واضحاً ومحدداً فى رسائله التى وجهها بشأن الموقف الذى تواجهه دولة الصومال مع حركة انفصالية أطلقت على نفسها «أرض الصومال»، وهذا الكيان لم تعترف به أى دولة أو جهة، فانتهزت إثيوبيا الفرصة لعقد اتفاق هو فى الحقيقة تمهيد للاستيلاء على هذه المساحة من دولة الصومال، التى تطل على المحيط الهندى والبحر الأحمر.
تسللت إثيوبيا بهذه الطريقة لكى توجد لنفسها مكاناً على المحيط والبحر وتقيم ميناء تتعامل من خلاله مع التجارة العالمية على حساب أرض دولة أخرى هى الصومال الشقيقة. تضمر إثيوبيا فى تحركاتها هشاشة القائمين على ما يسمى أرض الصومال، وبالتالى تنتهز أول فرصة للانقضاض عليهم وفرض سيطرتها رسمياً على أرض الصومال لتكون أرضاً إثيوبية تابعة لها بمساندة المتآمرين معها.
كان الرئيس السيسى حازماً عندما قال: «لا يحاول أحد أن يجرب مصر أو يهدد أشقاءها، خاصة لو طلبوا مساندتها»، جاءت كلمات الرئيس فى المؤتمر الصحفى، الذى عقده مع الرئيس الصومالى حسن شيخ محمود، قاطعة قول كل خطيب فى هذا الشأن. مصر لا تعتدى ولا تنتهك أو تغزو أراضى الآخرين، لكنها لن تقبل ظلماً واعتداء يقع على شعب عربى وأفريقى شقيق وقد طلب هذا الشعب وهذه الدولة دعم ومساندة مصر لحماية وطنه وحقوقه التاريخية فى تلك الأرض.
عاش الصومال لأكثر من ثلاثين عاماً دولة ممزقة نهشتها الحروب الأهلية وصراعات الجماعات والقبائل وانتشرت فيها عمليات القرصنة وحان الوقت لدعمها للخروج من أزماتها وحل مشاكلها حتى تكون قيمة مضافة لأشقائها من الدول العربية والأفريقية وتشق طريقها إلى التنمية والاستقرار.
تحيط المؤامرات بمصر من كل جانب؛ يشتعل الشقيق السودان فى حرب أهلية طاحنة تهدد وحدة الدولة وتلامس ألسنة اللهب أطراف مصر التى تحرص على الشعب والدولة الشقيقة، كما تعيش ليبيا على الحدود الغربية حالة غير مستقرة وتسعى مصر بكل السبل لانتقال الدولة الشقيقة لحالة استقرار تحقق لها السلام والتركيز فى عملية البناء والتنمية. وفى غزة نعرف جميعاً مدى تأثير هذه الحرب الغشوم التى تمارسها إسرائيل ضد الأشقاء الفلسطينيين على مصر فى كل المجالات.
والآن تنفجر منطقة القرن الأفريقى بالاتفاق الإثيوبى مع كيان غير شرعى بما يهدد وحدة الصومال لصالح إثيوبيا التى تتربص حتى تنقض على تلك المساحة لتطل على المحيط والبحر.قال الرئيس إن التعاون بين الدول حق مشروع، فيمكن لإثيوبيا أن تتفق مع جيبوتى وإريتريا لتحصل على مزايا للوصول إلى المحيط والبحر، لكن ذلك لا يكون من خلال الانقضاض على أراضى الآخرين وانتهاك أوطانهم.
كان موقف مصر، الذى عبر عنه الرئيس، واضحاً وحازماً، قدم من خلاله الرئيس الطمأنة إلى الرئيس الصومالى والشعب الشقيق الذى لجأ لمساندة ودعم مصر للحفاظ على وحدة الصومال أرضاً وشعباً.
رفعت رشاد – الوطن نيوز