إفراغ المحتوى!
من غرائبية التفاصيل السودانية ظهور ممارسة غريبة في كل تفاصيل الحياة ذات شعار واحد «إفراغ الأمر من محتواه» كم من أمور تحس أنها لأهداف نبيلة وتدلف إليها بحسن نية، فتجد في نهاية الأمر انك شريك في جرم ما أو في فاصلة حياتية ما.. أو حتى في محدودية الموضوع الإنساني تجد أنك مجرد «إنسان مضر لفئة ما».. قد تهب مندفعاً مع الشعارات والهوشة.. ففي اقليمنا الإنساني صار الناس حفيون بالشعارات أكثر من لب الموضوع ذاته.. أو ربما كان الاجتماع والانفضاض لمجرد الحراك.. فلا تصاب بالدهشة إن وجدت رنانة الكلمات وأبعادها العميقة مع خواء التنفيذ الفعلي.. أو ربما تمر العملية في جوهرها إلى نهاية تحوير وتحريف الأمر.. لذا فلتحاول كل الوجهات التي تتدارس موضوعات كاملة التأثير ولها شعارات نهايات عمل لجانها كمثال.. ليس طعناً في مباديء «اللجان» وعملها ومخرجاتها ولكنها مجرد ملاحظة..
٭ مبروووك!
لا أدري لماذا نضن على بعضنا البعض ببعض كلمات الثناء والمؤازرة في ظل الظروف القاسية التي يحاول فيها كل فرد النجاح ولو بدرجة المرور والقبول.. والأصل الثابت أن هناك موجة مقدمة بلا هدوء لحالات التعارض والوقوف حوائل في وجوه الآخرين، الذين لهم ملكة القفز فوق حواجز ظروفهم البائسة.. فما هو سر عداء الكثير من الناس لنجاح البعض.. مبروك كلمة نحتاج أن نشيعها بيننا حالما أحسسنا بأن هناك إنساناً متفائلاً وطموحاً وسط «خبوب» الحال «البارك».. فيا إخواني واخواتي خاصة والبعض منكم يتعاطى مع الموضوع بروح محبطة.. حاولوا القفز فوق حواجز الواقع ووطنوا في أنفسكم روح بث الأمل للآخرين خاصة إن كانوا يشقون طريق النجاح بصعوبة وتعسر.. كونوا معهم ولا تكونوا عليهم.
٭ أكل الكتف!
قال لها بكل صدق هامساً «والله أنت ما ساهلة فقط يعوزك معرفة من أين تؤكل الكتف».. ففي بعض الأحايين يجد البعض طرائقهم لبلوغ أهدافهم عبر «أكل الكتف» وقد لا يكون في الأمر غضاضة ما دام محصلة ذاك منافع مشروعة.. قد لا يخلو تدافع الناس لأمورهم من التباس النفاق الاجتماعي أو تسخير العلائق أو حتى التسافر على الغيبيات.. سألوها صادقينا كيف وصلت لهذه المرحلة من التوفيق الزائد «قالت بعد أقدار الله.. هي فهلوتي وشيطنتي واللعب بالتلافظ المعنوي والمادي».. وليس في أمرها عجب، فلا أحد يفوت على نفسه اصطياد الغرض إلا من كان زاهداً في الشيء.. ولكن المعيب أن يكون في الأمر مظلمة لأحد أو انتقاصاً من حق آخر.. لا نريد أن نلتمس بعض التعاطي مع مقولة «من أين تؤكل الكتف» بقدر ما نطمح أن يكون الناس أذكياء في الطرح وفي الاستفادة من فرض التوافق والنجاح أو حتى القفز بالزانة للبعض.. وإن هبت هبوب الاستفادة فليعمد البعض للاستفادة منها.
٭ آخر الكلام
متى أحسسنا أننا في تفاصيل وتسلسلات تعاملاتنا مع الأمور صغيرها وكبيرة جادين وغير مفرغين الأمور من محتواها، نكون قد فرغنا من معرفة أكل الكتف بالحق والحقيقة.
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]