أمدرمان العظيمة.. حيث مُلتقى الجيشين !
هنالك تحت النهر ، وعند الحدّ الفاصل بين تاريخٍ وتاريخ ، يتطاول فِرسان سلاح المهندسين من ضبّاط وضبّاط صف وجنود ليبلغوا سِنام المعالي .
لقد صمد أبناء الشعبِ السوداني في سلاحِ المهندسين صموداً أسطورياً تحت الحصارِ المحكمِ من قبل صعاليق حميدتي .. وبفضلِ صمودهم أستطاعت أمدرمان أن تكون نقطة التحوّل في مسارِ حربٍ قُصِد منها أبتلاعُ السودان أرضاً وجيشاً وشعباً وثروات ..
هنالك تحت النهرِ جنودُُ وضبّاطُُ شجعانُ تركوا المال والبنون ولبّوا نداء الشعب والوطنِ و وقفوا حائط صدٍ بيننا وبين مملكة حميدتي وصعاليقه ودافعوا عن وجودنا كشعبٍ وكأمّة سودانية لم ترضخْ يوماً للمهانةِ ومحاولاتِ الأخضاع ، في هذه الأيامُ والأيامُ دول تعيشُ العصابات أسوأ أيّامها ، وأضعفُ حالاتها بعد أن قالوا أنّهم يأجوجُ ومأجوج جاءوا لخرابِ بلادنا … وليس من العجبِ أنّهم أطلقوا على أنفسهم هذا الإسم فهم لا يعرفون أنّ يأجوج ومأجوج هم الشرّ بعينه ..
ينتظرُ السودانيون مُلتقى الجيشين في البُقعة المباركة ، في أمدرمان حيثُ سيغلقُ بابُ الشرّ إلى الأبد .. حيثُ ستعلو راية البلادِ منتصرةً ، وحيثُ ستكتبُ أسماء أبطال سلاح المهندسين وأبطال كرري كالضوء في صحائف التاريخ ..
” حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا * قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا*قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا “.
لقد إنتهى عهد يأجوج ومأجوج ، وموعدُنا عند ملتقى الجيشين في بابِ السدّ المنيع عند مدينة أمدرمان وشارع عرضة الفِرسان.. في يومٍ مشهود، سنراقبُ بأعجابٍ شديدٍ عناق أبطالنا من جيش المهندسين وجيش كرري الذين سطّروا دروساً في التفاني والبسالة ستُخلّد في صحائف التاريخ على خُطى أجدادهم الذين وقفوا أسوداً أمام الإستعمار حتى أقتلعوا حُريتهم عُنوةً وإقتداراً.
Shadi Ali