رأي ومقالات

نبي الديمقراطية الكاذب

منذ فترة طويلة وكثير من دول العالم ونخبه يلهثون وراء الولايات المتحدة – على الباطل – الأمريكية، ويشيدون بها، ويتزلفون إليها، ولكن عالم الجزائر وحكيمها لا يغتر بكلام السفهاء، ولا بصيحات الغوغاء فيصف – عن صدق وحق وعلم- الولايات المتحدة – على الباطل- الأمريكية بأنها دولة “ديمقراطية زائفة كذب نبيّها مرتين” (جريدة البصائر 10/5/1948. وآثار الإمام الإبراهيمي 3/334)..

ويقصد بالمرتين الوعود الكاذبة التي أطلقتها الولايات المتحدة – على الباطل- الأمريكية في أثناء الحرب الامبريالية الأولى (1914-1918)، والحرب الامبريالية الثانية (1939-1945)، هذه الحرب الأخيرة التي احتفظت للولايات المتحدة – على الباطل- الأمريكية يشرف ارتكاب أبشع جريمة ضد الإنسانية من أمريكا عدو الإنسانية، أعني إلقاء القنبلتين النوويتين على هيروشيما ونجازاكي فهنيئا لك- أيتها الدولة المجرمة- بهذا “الشرف” الذي يخجل منه كل إنسان حر.

إن كثيرا من الناس، أفرادا، ودولا، وجمعيات، مازالوا عميا صما عن جرائم أمريكا التي رصدها أحد أبنائها وهو زولتان غروسمان، ونشرت في كتاب اسمه “لماذا يكره العالم أمريكا؟”، وقد انتقل هذا الكره حتى إلى أمريكيين عبّر عنهم القسيس جيريمياه رايت الذي دعا إلى استبدال عبارة “اللعنة على أمريكا” بعبارة “ليبارك الله أمريكا”، (جريدة الشروق 16/3/2008 ص22).

إن أمريكا بسلوكها غير الإنساني تؤكد مقولة الرئيس الفرنسي المجرم جورج كليمانصو: “إن أمريكا هي الأمة الوحيدة في التاريخ التي انتقلت من طور البربرية إلى طور الانحدار، دون أن تمر بطور الحضارة الوسيط، (مجلة الوسط، لندن في 30/8/2004 ص23).

ومن هذا الانحدار وقوف أمريكا ضد الحركات التحررية في العالم كله، وفي مقدمة هذه الحركات ثورتنا الأخيرة ضد فرنسا المجرمة 1954-1962، ووقوف أمريكا إلى جانب الأنظمة العنصرية التي كانت تمارسها الدول الأوروبية المجرمة في إفريقيا مما دعا أحد الأمريكيين واسمه جون نيوهاوس إلى القول في كتابه (Imperial America): “نحن نحتاج إلى دبلوماسيين شجعان أكثر من حاجتنا إلى جنود شجعان”، (انظر د. فهد العرابي الحارثي: أمريكا التي تعلمنا الديمقراطية.. والعدل ص377). والكتاب كله تسجيل ورصد لقذارات أمريكا إلى درجة أن السياسي والفيلسوف الفرنسي ر. جارودي ألف كتابا عن أمريكا المستعلية بغير الحق سماه: “أمريكا طليعة الانحطاط”..

جالت في رأسي هذه الأفكار وأنا أقرأ أن سفيرة أمريكا في بلدنا إليزابيت، مور أوبين بدأت تجري اتصالات مع أحزابنا لاستبطان رأيها في انتخاباتنا الرئاسية القادمة، وأنا أدعو أحزابنا إلى رفض مقابلة هذه السفيرة، لا لشخصها ولكن تعبيرا عن رفضنا لسياسة بلدها “المنحطة” بتعبير جارودي، التي ازدادت انحطاطا في موقفها الأخير من نضال إخواننا في غزة، وقد سجل التاريخ أقوال المجرمين الأمريكيين، رئيسا، ووزراء، ونوابا وصحافيين وأفرادا عاديين.

إن أمريكا في تشدّقها بـ”الديمقراطية” ينطبق عليها مثلنا الشعبي الجزائري – مادامت سعادة السفيرة- تود الاطلاع على ثقافتنا – القائل: “يدعي الطب ويموت بالعلة”.. لأن أمريكا كما جاء في كتاب سقوط السنديان (ج1 ص239): “إن أمريكا تحسن مباشرة الحرب ولا تحسن مباشرة السلام”، والكتاب هو للسياسي والأديب الفرنسي أندري مالرو، فأبلغي – يا سعادة السفيرة- بلدك بأننا نكرهها، حتى تقلع عن سياساتها الظالمة في العالم.

محمد الهادي الحسني – الشروق الجزائرية
hassani 867742960