أبو ضفيرة: القتال ضد الدعم السريع واجب دفاعا عن النفس والعرض والمال
قلت مجيبا عن سؤال تعلق بفتوى اتحاد العلماء والأئمة والدعاة بشأن الحرب:
“وقع البرهان وحميدتي على الاتفاق الإطاري العلماني الكافر الذي يفصل الدين عن الدولة بجعلها محايدة لا شأن لها بالدين فالواجب هو دعوتهما إلى التوبة عن ذلك والرجوع إلى الحكم بكتاب الله تعالى فإن لم يرجعا وجب جهادهما وذلك قبل الحرب بينهما بسبب الاختلاف بشأن الاتفاق الإطاري العلماني والذي يمنح الشعب كذلك الحق المطلق في الحكم.
وكنا نحن نسعى منذ سنوات لتوصيل الدعوة إليهما بذلك الشأن حتى قامت الحرب وما زلنا نسعى لذلك بتوفيق الله تعالى. فالحرب بين الطرفين ليست شرعية فهما يستحقان أن يجاهدا إن لم يرجعا إلى الحكم بما أنزل الله بدلا عن اتفاقهما العلماني الذي يفصل بين الدين والدولة.
وبما أن الدعم السريع قد صرف الحرب إلى سفك دماء الناس وقتلهم وانتهاك حرماتهم وسرقة أموالهم وإخراجهم من ديارهم وقطع الطريق عليهم والجيش يدافع عن نفسه وعن الشعب فإن القتال ضد الدعم السريع واجب دفاعا عن النفس والعرض والمال وليس جهادا شرعيا أكبر كما تقدم بيانه ودليله. فمن مات دون نفسه وماله وعرضه وهو كافر بالاتفاق الإطاري وبالديمقراطية العلمانية حكم الشعب فهو شهيد. ومن مات غير كافر بذلك فهو ضال كافر بالله تعالى مع الذين وقعوا الاتفاق الإطاري وأشباهه من الشرائع الوضعية التي حكم بها جميع حكام هذه البلاد منذ العام 1956 حتى توقيع الاتفاق الإطاري العام الماضي.
وبذلك المعنى فإن قائد الجيش البرهان مسئول مع نائبه حميدتي وقبل نائبه حميدتي عن كل ما حدث من فساد في الأرض وجرائم بوصفه الحاكم وبوصفه فرعون وبوصف نائبه هامان. فكل جرائم هامان مسئول عنها فرعون ومن بعده هو إلا أن يتوب الحاكم ونائبه عن العلمانية إلى الإسلام فعصيانهما هو سبب غضب الله تعالى عليهما وفتنتهما بالقتال والفساد في الأرض فعندئذ كأنما تاب فرعون وهامان وانتفت عن جرائمهما صفة الإجرام وعن فسادهما صفة الإفساد وانقلب الشر خيرا وتاب الله تعالى عليهما على أن يقوم الدعم السريع برد الحقوق إلى أصحابها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.”
د. صديق الحاج أبو ضفيرة
جامعة الخرطوم.