11 ابريل 2023 بداية الفتنة في السودان
▪️عندما تجتمع الأضداد في مكان واحد بدون أي رابط يكون المستقبل في كف عفريت، فالتغيير الذي تم في ١١ ابريل ٢٠١٩م، كان شراكة بين ثلاثة أطراف والهدف منه فقط اسقاط البشير دون التطرق لـ “ثم ماذا بعد ذلك”؛ وهذه الأطراف هي:👇
١. قيادات الأجهزة الأمنية (الجيش _ جهاز الأمن والمخابرات_ الدعم السريع).
٢. بعض القيادات من الحركة الإسلامية.
٣. قوى الحرية والتغيير، تتمثل في مجموعة الأحزاب المعارضة لحكومة البشير.
▪️كان هذا الاتفاق تم في الخفاء بينهم وقتها كان من المفترض ان يخرج البشير ويعلن اعتزاله الحكم وترشيح شخصية أخرى لقيادة البلاد وهذا تم التوافق عليه، وسبقه قوش في مؤتمر صحفي في نفس اليوم وقال بأن الرئيس سيستقيل في المؤتمر الصحفي بعد قليل، ولكن حصل العكس فتأخر خطاب البشير كثيراً عن موعده وتم تعديله وخرج بجملة واحدة هي (الوقوف على مسافة واحدة من الجميع) وتم حل الحكومة والاستعاضة عنها بولاة عسكريين وفارق البشير حزبه والتف بالجيش وبعد أيام رجع مرة أخرى للحزب في امسية شتوية ومعه بعض القيادات ولكن بعد فوات الأوان.
▪️كان خيار الاصطفاف ضد البشير شمل بعض قيادات الحركة والحزب والمعارضة والأجهزة الأمنية واقتراح تشكيل حكومة تفتح الطريق أمام السودان عالمياً، فكان نجاح الاعتصام ولكنه أصبح خميرة عكننة على هوى الانقلابيين وتم فض الاعتصام بدم بارد وتكليف مجموعة من طالبي السلطة والكراسي ليقوموا بتنفيذ ما رفضته حكومة البشير لترضية المجتمع الدولي. فكانت الحكومة برئاسة عبدالله حمدوك.
▪️بعد 11 أبريل مباشرة لو فكّر المجلس العسكري في الإعلان عن انتخابات بعد 6 أشهر أو سنة لما إلتزمت (حكومة منتخبة) بتنفيذ الآتي:
1_ التطبيع مع إسرائيل.
2_ دفع فواتير العقوبات.
3_ رفع الدعم عن السلع والوقود.
4_ محاربة القطط السمان.
5_ تطبيق مواثيق منظمات الأمم المتحدة.
6_ إتاحة الحريات الشخصية.
7_ العمل بلوائح البنك الدولي.
8_ الموافقة على علمنة الدولة.
🔸كانت نهاية تنفيذ الخطة☝️هو اللقاء في صناديق الاقتراع بعد زوال المؤثرات الخارجية واستبعاد الإسلاميين عن السلطة وربما تم تغيير في المسمى، لكن تبعثرت الخطى،، وتاهت في غياهب المحاور الإقليمية فتدخل سماسرة الحرب وتجار السلاح وتم تأزيم الموقف والتحشيد من قبل الحزب الشيوعي الذي يرى أنه لابد من تفكيك النظام الإسلامي وملاحقته لآخر عضو به، وتم قلب الطاولة على الجميع، هذا باختصار لملخص الفترة الانتقالية وخيانة العسكريين والإسلاميين لقائدهم البشير.
لذا فإن الصراع الدائر الآن كله نتاج لتراكم أزمات وصراعات وأطماع شخصية بين محاور الاتفاق الثلاثة، فكان الاصطفاف حسب التوجهات السياسية والقبلية بين من يعارض بيع الوطن وتسليمه للأمم المتحدة وبين مؤيد للبيع وقوات الدعم السريع هي الآلة لتنفيذ كل ما يحاك ضد الوطن وتم استخدامها باحترافية عالية نحو انزلاق البلاد في الفوضى والدمار.
جنداوي