رأي ومقالات

أيهما أفضل.. طيران بدر أم تاركو في العام 2023.. إليك الإجابة!

أحد أصدقاء مجلة طيران بلدنا الأعزاء من الذين لا نرفض لهم طلب أرسل لنا أكثر من مرة سؤال فحواه “أيهما أفضل في العام 2023،بدر أم تاركو”، اعتذرنا له عن الإجابة على هكذا سؤال لأن تحديد الأفضلية أمر يخضع لمعايير دقيقة يضعها خبراء وكذلك يستند على استفتاء علمي مُكتمل الأركان او استطلاع مهني صادق غير موجه،وغيرها من وسائل قراءة اتجاهات الرأي العام.

اوضحنا له إننا في مجلة “طيران بلدنا” لم نفكر في طرح استفتاء للعام 2023 وذلك لما شهده من إحداث ألقت بظلالها السالبة على قطاع الطيران بالسودان، وهو مُتغير انعكس على حجم التشغيل والذي جاء في ظروف استثنائية بالغة التعقيد لايمكن الاستناد عليها لإجراء استفتاء بمعناه العلمي الصارم حتى يكون عادلاً.

ونقول له أن رأينا في أداء تاركو وبدر خلال العام 2023 بعيداً عن العاطفة وقريباً من الواقع يذهب في إتجاه واحد وهو أن الشركتين اثبتتا صلابة لافتة في مواجهة ارتدادات الحرب وتمكنتا من امتصاص الصدمة رغم قوتها وقسوتها وانعكاساتها السالبة علي كل شئ يتعلق بهما.
تاركو وبدر فقدتا 70٪ من اسطولهما من الطائرات والراجح تعرض القابع منه بمطار الخرطوم للاضرار..خسرتا أصولهما فيما يتعلق بمعدات المناولة الأرضية..طالت الأضرار كل شئ تمتلكه الشركتين بالمطار من قطع غيار، هناقر، وحدات تموين، آليات، سيارات، اثاثات،وغيرها، كما أن مقار الشركتين في أكثر من حي خرطومي تعرضت للنهب والتدمير.

وهذا يعني أن خسائر فادحة لحقت بهما وأحدثت هزة عنيفة في مسارهما الذي كان يمضي في تصاعد قبل 15 أبريل ، وفي هذه الحالة فإن الأمر الطبيعي توقفهما مؤقتاً عن العمل او خروجهما كلياً عن التشغيل،وهنا تبرز الإمكانيات الإدارية والمؤسسية،فرغم الخيارات الصعبة والمحدودة الا أن الشركتين استجمعتا قواهما سريعاً وقررتا رغم الظروف الشائكة إختيار خيار التشغيل بكل تحدياته ومنعطفاته.

ومنذ السادس من مايو فإن تاركو وبدر لم تتوقفا عن التحليق إلى مختلف الوجهات الخارجية، لتكونا طوق نجاة للشعب السوداني في وقت قاسٍ ومؤلم، وهو أمر ننظر إليه بتقدير لعلمنا بظروف تشغيلهما وهذا يدفعنا إلى أن نمنح الشركتين وسام الصمود في وجه أصعب واقسي عاصفة واجهت الطيران السودان منذ نشأته.

نعم يوجد عدم رضاء وسخط من أسعار تذاكر رحلاتهما، ونعم يوجد من يتهمها بالجشع والاستغلال والانتهازية، ولأصحاب هذا الرأي كل إلاحترام، ولكن في ذات الوقت فإن الحقيقة توضح أن تاركو وبدر إذا لم تستأنفا التشغيل عقب الحرب وحتى الآن لكان الواقع أكثر تعقيداً.
لذا للشركتين كل التقدير مع علمنا التام أن هذا الرأي قد يجلب لنا سخط البعض، غير أننا نكتب حقائق للتاريخ الذي ستوضح أوراقه أن شركتي تاركو وبدر عملتا في أحرج ظروف مرت به البلاد منذ استقلالها وكانتا النافذة التي يطل عبرها السودان على العالم.
خارج النص
اتمنى أن نكون قد أجبنا على سؤالك ياصديقنا

كتب:صديق رمضان
طيران بلدنا