حسن اسماعيل: نواقص ونواقض خطاب مالك عقار !!
– كم ساعةً بقي خطاب السيد مالك عقار في الفضاء الإعلامي والسياسي؟ بمعنى ماهو معدل تداوله والتعليق عليه ؟
– هذا السؤال مهم لنعرف ماهو أثر خطاب الرجل وهل حرك ساكنا أم سكّن متحرك؟! وفي الحقيقة فإن الإجابة عند جمهور القراء والمراقبين أكثر مما هي عندي… ولكن..
– تعليقي الشخصي على الخطاب فهو جيد جدا في كثير من جوانبه خاصة ماجاء في وصف الذين يختارون الجانب الخطأ في التاريخ في هذه اللحظات الفاصلة من عمر السودان وأيضا فيما يختص بجوانب تفصيل جرائم التمرد ورسائل بث الثقة في الشعب السوداني وفي قواته المسلحة وهذا أمرُ مهم للغاية… ولكن
– الخطاب احتشد ايضا بنقاط الضعف وللأسف الشديد في أهم أركانه ومتنه وكأنها نسخت نقاط الضعف تلك امتيازات الخطاب واليكم أهم ركائز الضعف تلك ..
– السيد عقار قرأ خطابا مكتوبا بل وظل يرفع الورق بين يديه كأنه في حصة مطالعة لتجويد القراءة بدلا من مخاطبة حشد جماهيري شعبي كفاحا وكأن السيد مالك لم تتوافر عنده الثقة بعد أنه فعلا يمثل نائب رئيس مجلس السيادة وأنه الآن بمثابة قائد شعبي وسياسي للسودانيين( كأنه غير مصدق) فخطابات الرجل في النيل الأزرق وهو واليا عليها على تلك الأيام كانت أكثر فاعلية وجاذبية وكأن الرجل يعاني اليوم من فاصل شعوري لااعرف سببه!!.. فمتى سيخرج مالك عقار لمخاطبة الناس في لقاءات جهيرة يلتقط منهم الثبات والثقة والحيوية وليس من خلال ورق باردو(متعسم ) ؟!
– بدأ الرجل ومن أعدوا الخطاب أكثر تأثرا بالدعاية السياسية للتمرد والتي حاول دحضها ولكنه فعل وهو واقعٌ تحت تأثيرها فأضاع الزمن في نفي قصة معركة الفلول والإسلاميين وغيرها من فقاعات التشويش الإعلامي والتي يجب عندما يخرج القائد المحنك والفطن للحديث إلى الناس ألا يُعيد ترديد الفقاعات وإعادة تدويرها … ليس هذا وحسب بل ومضي الرجل ليهاجم عهد الإنقاذ ويهاجم بعض قادة الإنقاذ الموجودين ضمن صفوف التمرد فهذا يُترك للتقارير الإخبارية السياسية المسبوكة جيدا ولحنجرة مذيع متمكن وألا يتشاغل بها قائد خرج لتعبئة الجماهير!!
– اما الخلل الأكبر عندما ضمّن الرجل في خطابه مخاوفهم من أن الاستنفار قد يتحول إلى جماعات مسلحة جديدة !!! ( ده كلام ده ) … نعم فقد مزج الرجل في خطابه بين الإشادة بالاستنفار الشعبي والتخويف منه في آن واحد وفي منبر واحد وكأنه يصيب خطابه بالعور فاطاح بمعنى الاستنفار وأرسل اسباب تباطؤ خطواتهم عنه طيلة الشهور التي مضت ! بل وكأنه خرج ليفعل هذا من الأساس ويثبط الهمة لا أن يدفعها فشحذ الهمم والتخويف من نتائج شحذ الهمم لايجتمعان إلا في خطاب مالك عقار !!
– واضح جدا مدى تأثر المجموعة القائدة بالدعاية السياسية وكأنها تتحرك فقط لتنفي عن نفسها شائعة تلكم الدعاية وواضح أن ذهنها مشغول بهذا أكثر من أي شئ آخر ، وبالطبع فإن الغرض الأساسي من أي شائعة ودعاية سياسية هو شَغل الخصوم بتنظيف ظلالهم لاخوض المعركة الحقيقية وهذا هو سبب الضعف العام واهتزاز التقديرات السياسية وتداخل أقدام الخطاب السياسي في بعضها البعض
– التحموا بالشعب ، اخرجوا إلى صفوفه واركزوا اقدامكم مع أقدامه لتتخلصوا من هذا الاهتزاز
– اهتزاز مالك عقار وهو يحدثنا عن مخاوف أن يتحول الاستنفار إلى جماعات مسلحة!! مدهش
– لم يتبق في خطاب عقار يوم أمس إلا أن يفرد فقرة للهجوم على حسن الترابي والطيب مصطفى ومحمد طه محمد أحمد عليهم الرحمة…
– اللاعب الذي يظل يبحلق في حكم الراية لن يحرز هدفا ولو كان المرمى تحت أقدامه
– الله المستعان
حسن اسماعيل