رأي ومقالات

حليم عباس: ما كل هذه الوقاحة؟

المليشيا تطالب بإرتكازات عسكرية مقابل خروجها من بيوت المواطنين والجيش يرفض ويتمسك بخروجها بدون مقابل.

قد يبدو للبعض أن خروج المليشيا بهذه الطريقة هو مكسب عسكري للجيش بدون مقابل وأن على الجيش أن يقدم تنازلات مقابل ذلك كأن يسمح للمليشيا بإقامة ارتكازات كنوع من الاستحقاق.

ولكن هذه نظرة سطحية عند البعض أو هي رغبوية عند أنصار وحلفاء المليشيا. في الحقيقة احتلال المليشيا لبيوت المواطنين ليس مكسباً عسكرياً لا بالمعنى الأخلاقي ولا حتى بالمعنى التقني/العسكري. فالمليشيا حرفياً لا تملك أي ارتكازات ثابتة، لأنها ستكون عرضة للقصف بالطيران والمدفعية. إذن، ليس هناك ارتكازات في الأساس. ولكنها تريد الحصول عليها من خلال التفاوض وبضمانات وحماية خارجية. إذن، المليشيا هي التي تريد تحقيق ما يستحيل عليها عسكرياً من خلال التفاوض وليس الجيش.

أنت لا تملك ارتكازات عسكرية ولا تستطيع أن تقيم ارتكازات في ظل الحرب بسبب القصف، وتحتمي ببيوت المواطنين بعد تشريد أهلها ونهبها وبعضهم قُتل وبعضهم هُتكت أعراضهم وهذه كلها جرائم يجب أن تُحاسب عليها، وفوق كل ذلك تريد أن تطالب بمقابل؟ إرتكازات عسكرية مجانية تمنح لك، وبالتالي وضع عسكري وسياسي من العدم؟
ما كل هذه الوقاحة؟

حليم عباس