رأي ومقالات

مكي المغربي: الكوز والمسطول والملحد!

تخيلوا ابن الشيخ ساطل بي مزاج جنب البحر في قرية، يطلع تمساح فجأة ويتجه نحو صيادين بتعشوا بي “شوربة قراقير ساخنة” لكن بسبب انه بطنه داست على الجمر، يرجع البحر، وينزل ود الشيخ من صخرة بسبب الجوطة والصراخ، والصيادين ينزلوا من القيف العالي يلقوا التمساح رجع البحر و ود الشيخ واقف وهاديء جدا وما فاهم حاجة، يقولوا ليه انت طردت التمساح .. يقول ليهم دي حاجة بسيطة ما تنزعجوا بكون زهج وبرجع، كلهم بصدقوا انها كرامة الا إثنين، واحد كاشف ود الشيخ وفاهمه لأنه كان بحلب غنم الشيخ وكان الولد بجي يشرب السجارة في الزريبة، ولأنه بحترم ابوه والمشيخة، بعمل فيها رايح ويسكت و ود الشيخ عارف انه كاشفه، والثاني ملحد لا يؤمن بالكرامات، من صوفية أو سلفيين أو غيرهم، يستعجل بدون أي احترام للموقف ويتكلم يقول ليهم، القصة كلها انه التمساح بطنه داست الجمر ده.

الثلاثة يكبروا، ود الشيخ يمسك الخلافة، والصياد الأول يؤسس حزب المؤتمر الوطني الأكثر انسجاما مع الواقع والتراث رغم العيوب الموجودة فيه، والملحد يعمل ليه محاولة تغيير فاشلة ويتسبب في كوارث على مدى أربع سنوات، فقر وتشكيك في الدين، ودخول غرباء للبلد، وبعد الخراب، يسوقوه ناس البلد مكتف للتمساح ياكله، ويرجعوا للمسطول والكوز.

العبرة من القصة، المطلوب في السودان تنظيم الواقع اقتصاديا وتنفيذيا وليس تغييره، والذي ينسجم مع عيوب المجتمع ويجتهد في اصلاحات محدودة مع الحفاظ على الاستقرار أفضل من الذي يضرب الاستقرار بحجة بناء واقع مثالي ومتخيل، غير موجود.
العبرة الثانية من القصة، شوربة القراقير سمحة بس كتر الليمون!

تعديل على البوست بسبب أسئلة أين الصوفي؟ وأين السلفي؟ في المجتمع؟

الجواب: في صياد، لا يهمه صحة قصة الملحد من عدمها، ودخان سجارة ود الشيخ هو الذي طرد التمساح، ومجرد وجوده كان أمانا لهم، لأن بركة أبوه حاضرة و الدليل (وكان ابوهما صالحا) .. دا الصوفي.
أما السلفي .. أنا ما عاجبك يعني؟ أثبت ليك أنو الولد مسطول (الواقع السوداني) والمؤتمر الوطني مستفيد منه وقادر على تنظيمه .. لذلك الاتنين أنفع للناس من الملحد صاحب المشروع المثالي حتى وإن قال الحقيقة حول “ود الشيخ”!

مكي المغربي