رشان اوشي: أيهما أكثر أهمية؟
أيهما أكثر أهمية ؟ السلطة أم الوطن؟ .. سؤالي هذا موجه لقادة المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، وهم يجوبون العالم لحشد مزيداً من الضغط على القوات المسلحة السودانية لكي ترضخ لمساومة تستعيد من خلالها مليشيا الدعم السريع نفوذها السياسي والسيادي ، وبالتالي تعود تلك الوجوه مرة اخرى للسلطة من لدن “حمدوك” وحتى “خالد سلك” .
يدرك السودانيون من بورتسودان وحتى الجنينة الدور المحوري الذي لعبه المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير في اندلاع حرب ١٥/ابريل ، وإن أقسموا على الكتب السماوية جميعها بأنهم بريئون من هذه التهمة ، لن يجدي ذلك ، هناك (15) مليون سوداني هجروا من ديارهم في العاصمة _ الخرطوم، اغلبهم يقيمون في معسكرات ايواء بمدن اخرى ، يومياً تتفتق جراحهم وتجيش نفوسهم غباً، اذاً السودانيون شهود عيان على كل أنشطة قوى الحرية والتغيير بدول الجوار ، والتي تهدف الى تحسين صورة مليشيا التمرد التي ارتكبت ابشع الانتهاكات بحق الشعب.
أموال الإمارات التي تسارع خطى قادة (ق.ح.ت) في الوصول الى اهدافهم، كانت ومازالت تسبق حضورهم الى جيوب الرؤساء الافارقة، سادة الأنظمة الفاسدة والعميلة، ولكن المدهش هو التغيير المفاجئ في موقف الرئيس “سلفاكير” ، بعد كل الادوار الايجابية التي لعبتها دولة جنوب السودان في إيواء اللاجئين، وقبلها المساعي الحثيثة لإحلال السلام بالسودان والتي توجت باتفاق “جوبا” ، فجأة تغير موقف الرئيس “سلفا” ويسعى هذه الأيام لقيادة وساطة بين ق.ح.ت والحكومة السودانية، تصب في مصلحة مشروع الإمارات الذي تسعى به قيادات المجلس المركزي.
بحسب مصادر خاصة من داخل تحالف ق.ح.ت ، فإن الرئيس “سلفا” وعدهم بتنفيذ مطالبهم والضغط على الحكومة السودانية لأجل قبول التسوية؛ ومن ثم العودة إلى منضدة الاتفاق الاطاري ، وأكد لهم انه سيقود تلك الوساطة بنفسه، واشار الى اهمية دور الرئيس الارتري “اسياس افورقي”، وكذلك الدور المصري، ذهبت قيادات ق.ح.ت الى القاهرة ولم تجد ترحيباً كبيراً من القيادة المصرية، ولم تتفاعل معها بالقدر المأمول.
بعضاً من قادة المجلس المركزي اعترضوا على أي دور متوقع لدولة ارتريا في الأزمة السودانية، بمبررات اهمها ان الرئيس ” اسياس افورقي” يساند الجيش السوداني ، ويقود مبادرة اخرى جلبت خصومهم في الجبهة الوطنية والكتلة الديمقراطية الى مؤتمر بأسمرا، ولكن “ياسر عرمان ” وعد بقيادة وفد الى دولة ارتريا، لاقناع “افورقي” بضرورة دعمهم واستضافتهم ببلاده للإقامة بها .
في الوقت الذي تسعى فيه شخصيات سودانية للقضاء على الدولة وتفكيك البلاد ووضعها تحت الاحتلال الأجنبي لنهب ثرواتها،وعلى هامش هذه الأدغال، تظهر أنفس شجاعة ومتواضعة، بلا أسماء أو أوسمة، مثل” شباب الاستنفار الشعبي ” ، أو مثل الذين استقالوا من احزابهم وبعض حركات الكفاح المسلح لأنها تساوت مع “دقلو” في الموقف الأخلاقي.
ومع كل هذه المؤامرات الداخلية والخارجية، والضغط الإعلامي المصنوع ،العديد من السودانيين فقط غير قادرين على التفكير في أن هذه مفارقة، بل غير قادرين على تصديق ذلك لأنها تبدو غريبة بالنسبة لسوداني خرج من رحم هذا الشعب .
محبتي واحترامي
رشان اوشي