رأي ومقالات

الحقيقة هي أن عبدالرحيم دقلو هرب، ولن يعود للخرطوم وستتم ملاحقته في دارفور

يُقال أن الجنجويد معهم سلاح متطور ومسيرات وعندهم خط إمداد مفتوح ووو. أين هذه الأسلحة ولماذا فشلت المليشيا في استخدامها لحسم معارك الخرطوم وأم درمان رغم الإصرار الشديد في مهاجمة هذه المواقع والأعداد الكبيرة من القتلى والجرحى في صفوفها.
لوكانت المليشيا بهذه الإمكانيات لماذا فشلت في حربها منذ اليوم الأول؟ ولو حصلت على أسلحة متطورة لاحقاً ومعها خطوط إمداد مفتوحة فأين تأثير هذه الأسلحة في المعركة الأهم في الخرطوم ولماذا ذهب عبدالرحيم دقلو ليقاتل وسط أهله في دارفور. أما كان الأسهل أن يعود إلى الخرطوم ويستلمها بكل أريحية ما دام الطريق سالك ومفتوح؟

الحقيقة هي أن عبدالرحيم دقلو هرب، ولن يعود للخرطوم وسيبقى هارباً وستتم ملاحقته في دارفور نفسها، مسألة وقت لا أكثر. وأن قوة المليشيا الصلبة قد تحطمت إلى الأبد.

صحيح قد تحقق انتصار عسكري هنا بانسحاب الجيش وهناك بتدخل الناظر وانسحاب أبناء المنطقة من المعسكر وقد يخفق قادة الجيش هنا أو هناك، ولكن نتيجة الحرب قد حُسمت. تدمرت قوات الدعم السريع التي كانت توازي جيشاً كاملاً وتقزمت إلى محض مليشيا قبلية في دارفور في مستوى نظار وعمد القبائل فما دونهم لا مستوى الدولة، وإذ هي في هذا الوضع يواجهها في الطرف المقابل جيش وراءه شعب كامل ودولة بحالها، أضف فوق كل ذلك الحركات المسلحة التي تقاتل بنفس طريقة قتال مليشيات الدعم السريع من حيث خفة الحركة والسرعة بنفس التاتشرات ونفس التسليح حتى أن بعضها يرتدي الكدمول أيضاً.

الكلام عن تسليح المليشيا وقدراتها وإمكانياتها لا يخرج من اثنين إما دعاية المليشيا وأنصارها أو بعض المتشائمين عموماً وفي كل شيء وهذا أمر لاعلاقة له بالحرب الحالية.

حليم عباس
حليم عباس