الموقف العملياتي في الخرطوم وخروج الحركات المسلحة من الحياد
توقفت الميليشيا عن مهاجمة قاعدة جبل أولياء بصورة مكثفة لبرهة، الغرض من هذا التوقف عن كثافة الهجوم هو تجميع القوات لشن هجوم ثقيل غداً أو بعده بغرض الحصول على خزان جبل أولياء وتحديدا جسر الخزان، حيث تبحث الميليشيا عن خط إمداد جديد بعد انقطاع كبري شمبات وفي حال فشل هجومهم هذا -بإذن الله- فربما سيكون هذا آخر هجوم ضخم نشهده في محوري بحري والخرطوم في حال مواصلة إنقطاع الإمداد.
يواصل الجيش معاركه في محوري وسط وغرب الحارات بأمدرمان حيث يحرز بعض التقدمات مما دفع الميليشيا لاستجلاب تعزيزات من دارفور من أجل مواصلة الدفاع في أمدرمان كما بدأ الجيش في عملية لحصار مباني الإذاعة والتلفزيون التي تحتلها الميليشيا منذ بداية الحرب.
أما عن الحركات المسلحة التي تركت الحياد ووقفت مع الجيش علانية، فهذه دفعة قوية في صالح الجيش، وبرغم القوة العسكرية المعتبرة -في دارفور- لهذه الحركات ولكنها ليست بحجم أهمية الدور السياسي الذي يظهره هذا الاصطفاف، فالحركات المسلحة، أو مناوي لنكون أكثر دقةً، يتمتع بثقة جيدة عند المجتمع السياسي الغربي الذي ظل بطبيعة الحال يصغي لما تقوله قوى الحرية والتغيير دوناً عن باقي القوى، وباصطفاف مناوي علانية مع الجيش ربما يرسل رسالة واضحة للقوى الدولية عن شكل الحرب التي تدور في السودان حيث يشير اصطاففه مع الجيش بأصابع الاتهام إلى الدعم السريع في أنه الطرف الذي يبحث عن مزيد من الدمار والقتل والإبادات بلا هوادة.
وأما عن سبب ترك الحركات للحياد فلا أعتقد أن السبب بأن الكفة بدأت تميل لصالح الجيش، بل في الأغلب هو موقف سياسي بعد المجازر التي اقترفتها الميليشيا وامتعاض حواضن هذه الحركات المسلحة من صمت قادة الحركات عن هذه المجازر حيث يبدو أنهم يعلقون أملاً كبيراً في هذه الحركات في أن تلعب دوراً كبيراً في حمايتهم من مجازر الدعم السريع.
الأنباء المتداولة عن تضييق الزغاوة في تشاد الخناق على مطار امجرس ربما تكون حقيقة، حيث كثّف الدعم السريع من إمداد ليبيا في الفترة الماضية، والمثير للإهتمام في هذه المرة هو ظهور تاتشرات تتبع لقوات خليفة حفتر في أيدي الدعم السريع وربما تنقل الإمارات جسرها الجوي الخاص بميليشيا الدعم السريع إلى ليبيا أيضاً بصورة رسمية عوضاً عن مطار امجرس، واصطفاف جبريل مع الجيش علانية ربما قد يعزز من هذه الفرضية.
الجولات التي قام بها البرهان رفقة مناوي إلى كينيا واثيوبيا ربما تكون من أجل تحييد بعض الفاعلين الإقليميين المحسوبين على الميليشيا، وهذه فرضية يعززها انحياز الحركات اليوم.
.
.
ستتواصل المعارك غداً، ونسأل الله التوفيق والسداد لكل جند الوطن وخصوصاً المُرابطين في جبل أولياء الذين يتربص بهم الأعداء.
نصر الله قوات شعبنا المسلحة وثبت أقدامهم وسدد رميهم.
احمد خليفة