معركة تركيع السودان وتقسيمه ليست عسكرية وحسب وإنما متوزعة في مستويات مختلفة
لا يمكن أن يتحدث شخص، فشل في تشكيل جسم أو منظومة وطنية أو حتى منصة تعمل على جمع المعلومات وتوثيق جرائم المليشيا، بل توفير الدعم المادي الذي كان يوفره في السابق لمسارات يعلمونها جيدا.
أن يأتي ويتحدث مع قادة منظومة هم يعلمون كل شيء عنها سواء عدتها أو عتادها، لو أراد الجيش أن يذهب بالبرهان سيذهب، ولكن مواقفنا ليست للجيش وإنما للدولة، لذلك لا نفكر في المسألة العسكرية، سوى أنها جند ضمن أجندة أخرى مهمة. ولو فعلها الجيش الآن أو في الغد فسنؤيد الخطوة، العداء مع برهان و القيادات العسكرية تفجر منذ أغسطس ٢٠١٩م، ولكن الدولة وبقائها اهم من هذا العبث الطفولي.
لكن معركة تركيع السودان وتقسيمه ليست عسكرية وحسب وإنما متوزعة في مستويات مختلفة قد يكون من السهل إن نظرنا إلى المعطيات أن تحسم عسكريا ولكنها صعبة،وإفرازات هذه المرحلة قاسية وتطلب التفكير في أفق ابعد من مطالبة الجيش.
صراحة أنا ادعوا هؤلاء المطالبين بأن يجلسوا مع الذين طالبوا بضرب كبري شمبات، وتكوين غرفة كلوب هاوس، ليضعوا تصوراتهم الفضائية عن غزو الجيش لكوكب المريخ.
وحول ما لحق بالجيش، إننا نعلم أن الجيش يقاتل وحيدا، ضمن شرط وطني، وعلى الجيش أن يقاتل ضمن هذا الشرط ولا يتنازل عنه، فإما عدنا بالدولة أو إلتحقنا بالشهداء في هذه المسيرة.
والمعركة ما زالت في بدايتها لذلك نحتاج إلى هذه الهزات ليخرج الذين في قلوبهم مرض.
حسان الناصر