🔴 هل مسموح لمواطني العاصمة الخرطوم أيضاً أن يشكلوا مجالسهم ويحكموا أنفسهم؟
المرحوم ممثل بارع. لقد كدت أن أصدقه لولا أنه أنكر بشكل قاطع وحاسم أي جريمة ارتكبتها قواته. إنه يكذب مثلما يتنفس.
ولكنه ساذج؛ إذ يظن أنه بمجرد كلام سينسي الشعب نهب البنوك وتدمير مؤسسات الدولة وسرقة البيوت وانتهاك الحرمات وجرائم القتل الجماعي في الجنينة التي ربما ترقى إلى الإبادة، والخراب المنتشر في كل مكان تصله قواته. يظن أنه يمكن أن يُنسي الناس كل ذلك بمجرد الظهور بمظهر الضحية/المظلوم/الملاك!
بمنطق بسيط. إذا كانت كل الجرائم التي اُرتُكبت في هذه الحرب قام بها مجرمون أطلقهم الكيزان من السجون، فلماذا تذهب كل المنهوبات غرباً باتجاه مناطق حاضنة الدعم السريع الاجتماعية؟ هل بالصدفة كان كل هؤلاء في السجون ثم خرجوا لينهبوا ويدمروا البلد، كلهم من نفس المناطق؟
ثم كيف نفسر استخدام سيارات المواطنين في الحرب بواسطة جنود الدعم السريع؟ لماذا يقاتل هؤلاء المجرمون معكم إذا كانوا مجرد ناس خرجوا من السجن؟ ولماذا ينتشر جنود المليشيا في بيوت المواطنين.
يا صاحبي الدعم السريع عبارة عن إجرام يمشي على قدمين. وأظهرت هذه الحرب أن هذه القوات لا يمكن القبول بأن تكون جزءاً من الجيش بأي حال من الأحوال. مجموعات من القتلة والمجرمين لا تتردد في قصف الأحياء السكنية أو قتل المواطن مباشرة لأتفه الأسباب. حميدتي يريدنا أن نلغي كل هذه الحقائق ونلصقها في الكيزان الذين أطلقوا المجرمين من السجون.
المجرم غازل الحركات المسلحة ودعاها للانخراط معهم كقوات حماية. ولكنه لم يخبرنا من قتل والي الجنينة خميس أبكر؟ ومن الذي مثل بجثته وتركها في الفريق لأيام ليلعب بها الأطفال؟ هل هم الفلول والفارين من السجون؟ ألم يكن خميس أبكر محايداً ومن جماعة سلام جوبا؟
قُتل بشكل بشع، وتم قتل وتشريد أهل الجنينة بدون فرز. من فعل ذلك هم مليشيات الدعم السريع. وكل العالم اتهمكم بذلك. فمن هو ذلك الأحمق الذي سيريد أن يعمل معكم.
أيضاً دعا المواطنين في المناطق التي سيطرت عليها المليشيا لتكوين مجالس وإدارة شؤونهم دون تدخل من المليشيا كما دعا الشرطة كذلك العمل جنباً إلى جنب مع الحركات المسلحة ومع المليشيات. ولكن أين هم المواطنون؟
آخر مدينة دخلتها مليشيات الدعم السريع وفر أهلها هي مدينة نيالا التي أصبحت مدينة أشباح. ثم سؤال آخر، هل مسموح لمواطني العاصمة الخرطوم أيضاً أن يشكلوا مجالسهم ويحكموا أنفسهم؟ يعني هل يمكن أن يعودوا إلى بيوتهم ويعيشوا في أمان مع الجنجويد بل ويحمكوا ويديروا شؤونهم؟ ما كل هذا الكرم!
خطاب كله أكاذيب متقنة في الأداء لممثل محترف، ولكنها في الوقت نفسه ساذجة وهشة للغاية لا تنطلي إلا على شخص له عقل ذبابة.
حليم عباس