عيساوي: هنا لندن
عبارة (هنا لندن) توقفت عن السماع. بعد أكثر من ثمانين عام. وللشارع السوداني عشق سرمدي معها. وهي تأخذ بلبه بصوت العمالقة أمثال: أيوب صديق وبقية الكوكبة. ولكنها سنة الحياة (لكل دور إذا ما تم نقصان). ولكن أن ترن العبارة مرة أخرى بصورة مختلفة فتلك لفتة تستحق الوقوف عندها طويلا.
إذ خرجت الجالية السودانية بلندن في مسيرة لدعم قوات الشعب المسلحة ومطالبة بتصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية. شكرا شعبي لم تنسيكم بهرجة الغرب سودان العز والشرف. وصراحة إن الذي فعلتموه يكتب بماء الذهب. ونبشركم ونحن في وسط المعمعة بأن تباشير الخريف بدأت تلوح في الأفق. والدليل إفلاس المرتزقة في إدارة الميدان العسكري. باستهداف المساجد. والتدوين العشوائي للأسواق والأحياء السكنية.
ثم الهروب الجماعي لكثير منهم من أرض الميدان لأن (كوع) الجيش (حمي). إضافة لبحث قحت عن فردوسها المفقود (الوزارة) في سفارات إقليمية وعالمية بعد تيقنها بأن حادي الركب (حميدتي) موعده معهم في يوم الحشر. وخلاصة الأمر أتوقع أن تخرج بقية الجاليات السودانية بالغرب قريبا. لأن التعاطف مع المرتزقة أو الحياد يعتبر خيانة عظمى للوطن. لذلك لم يعد هناك إلا لونان: أبيض وأسود. وما عادت أسواق اللون الرمادي (الدقلوقحتية) مقبولة بعد إزالة قناع خداعها للشارع بسلاح التلاحم العفوي بين الشعب والجيش.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأحد ٢٠٢٣/١٠/١٥