رأي ومقالات

عيساوي: فتح الجامعات

قررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي فتح الجامعات بالولايات الآمنة في الفترة من منتصف الشهر الجاري وحتى نهايته. هذا القرار وجد معارضة. وهذا شيء طبيعي. وغالبية المعارضين كانوا أسيري الروح الإنهزامية. ولو سلمنا جدلا أن وجهة نظرهم سليمة بنسبة عالية.

لكنهم لم يقدموا لنا طريقة مثلى لفتح الجامعات. أي نحن شعب نجيد التنظير. وإن صح التعبير شعب مبدع في عملية الهدم. وفاشل في البناء. لندع ليبيا ولبنان وسوريا واليمن والصومال والعراق جانبا. وهي بلدان مازالت تعيش على صفيح ساخن. لنأخذ أنموذجا فلسطين. وهي دولة تحت الإحتلال البغيض. نجد مسيرة التعليم لم تتوقف يوما واحدا. وربما أذيع سرا بأن الأمية دخلت المجتمع الفلسطيني في هذا العقد.

وربما أكون مبالغا أن قلت أن حملة درجة الأستاذية من الشعب الفلسطيني أكثر من عضوية أحزاب قحت اليسارية بأكملها. وعدد الطلاب الأسرى أكثر من عضوية حزب الأمة القحتاوي. عليه لنكن عقلانيين ونفكر بموضوعية.

بدلا من العاطفة الهستيرية التي تكبل عقلنا الجمعي كمجتمع سوداني. أي: الخوف من اتخاذ القرار الشجاع في الوقت المناسب وتحمل مسؤوليته.

لذا علينا دعم القرار وتذليل الصعاب. لأن في ذلك إعادة الدولة من همجية التمرد. وخلاصة الأمر ليس بمقدور الأسر والطلاب الانتظار أكثر من ذلك. فقد أضاعت عاد الأولى (قحت) بضع سنين من عمر الجامعات سدى. وها هي عاد الثانية (المرتزقة) تواصل في عمليات هدم الدولة السودانية.

د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الجمعة ٢٠٢٣/١٠/١٣