رأي ومقالات

🔴 هل طيران الجيش لا يعمل بكفاءة، أم هل الطيران متواطئ؟

كل ما تظهر فيديوهات لحشود الدعم السريع بتتعالى أسئلة على شاكلة “الطيران وين؟” وبتوصل لحد التشكيك في سلاح الجو أو في الجيش، ح أحاول أجاوب على الموضوع دا باستفاضة في البوست دا.

عشان نعرف “الطيران وين؟” لازم نفهم اولاً طريقة عمل الطيران الحربي وإمكانيات الطيران الحربي لسلاح الجو السوداني والتكتيكات البيستخدموها الدعامة في التحرك والصعوبات الممكن تواجه الطيران في التعامل مع الأهداف الأرضية.

بالنسبة لطريقة عمل الطيران الحربي بشكل متخصص بتختلف تفاصيلها من دولة لدولة ولكن بشكل عام في 3 أنواع من الطلعات الجوية لضرب الأهداف الأرضية ممكن نتكلم عنها:
١- طلعات جوية مسبقة التخطيط pre planned airstrikes ودي طلعات جوية بيتم فيها ضرب أهداف أرضية بخطة مسبقة بتبدأ بعملية الاستطلاع وجمع المعلومات، ثم تحديد نوع الهدف والذخيرة الحيتم استخدامها في ضرب الهدف وتحديد مسار الرحلة بناءا على المضادات الأرضية للعدو ثم تنفيذ الطلعة الجوية.

٢- دوريات جوية air patrol ودي بيتم فيها إرسال طائرات حربية بتشوين أساسي لتمشيط مساحة محددة من الجو وجمع المعلومات عن الأهداف الأرضية وضربها إذا أمكن، وفي عملية ضرب زي في الأغلب بيتم أخذ الضوء الأخضر من القيادة قبل التنفيذ.

٣- المساندة الجوية في المعارك combat air support ودي بيتم إرسال طائرات حربية لمساندة قوات المشاة في الأرض في خلال المعارك عن طريق ضرب تجمعات العدو او اسناده، وفي الحالة دي بيتم ضرب الأهداف من قبل الطيارين على أساس المعلومات الواصلة من المشاة على الأرض من أماكن تواجد العدو وبيفضل فيهو إستخدام المروحيات أو الضرب من مسافة صفر لتقليل الخسائر من النيران الصديقة friendly fire وهي عملية معقدة على العموم.

بالنسبة للأهداف الأرضية نفسها فهم نوعين: أهداف ثابتة زي المعسكرات، المخازن أو مقار تجمع العدو، و أهداف متحركة زي المتحركات والعواميد العسكرية والامداد.

ضرب الأهداف الأرضية الثابتة عملية سهلة، أصعب جزء فيها هو الاستطلاع، جمع المعلومات والتحقق منها.. بالنسبة للأهداف المتحركة فالتعامل معاها أصعب على حسب نوع الهدف وتحركه.

لو أخذنا مثال عن ضرب الأهداف المتحركة، فإذا وردت معلومة استخباراتية لسلاح الجو عن متحرك طالع من المدينة الرياضية ومتحرك شمالا، في المدة الزمنية الحياخدها سلاح الجو لإرسال طائرة نفاثة للتعامل مع المتحرك دا حتى وإن كانت ١٠ دقائق فقط، ففي ال١٠ دقائق دي المتحرك ممكن يكون يا إما اتشتت في الأحياء أو وصل المنطقة العاوزها، أو حتى غير إتجاه تحركه لنقطة أخرى، والطيران ح يحتاج يرسل دورية جوية تبحث في الشوارع المحتملة والوجهات المحتملة للمتحرك دا، ناهيك عن لو كان دا متحرك في الخلا داخل على الخرطوم حيث توجد عشرات الشوارع الترابية الممكن ياخدها المتحرك.

بالنسبة للأهداف الثابتة فضربها غير مكلف من ناحية الذخائر، حيث ممكن يتم إستخدام صواريخ غير موجهة مصنعة محلياً ومتوفرة بكثرة، في حين أنه الأهداف المتحركة بتحتاج لذخائر موجهة مثل الصواريخ المتتبعة بالليزر أو الحرارة وهي مكلفة حيث أنه سعرها ممكن يتراوح ما بين 50,000$-200,000$ للصاروخ الواحد حسب نوعه.

التكلفة العالية لضرب الأهداف المتحركة بتخلي الجيوش دائماً تستخدم تكتيك معروف باسم ambush attack حيث بيتم ضرب مقدمة ومؤخرة المتحرك في شوارع محدودة العرض بصواريخ موجهة بحيث يتم تعطيل حركة المتحرك ثم يتم ضرب باقي المتحرك بصواريخ غير موجهة ذات تكلفة أقل بكثير لتعزيز الكفاءة اللهي عامل أساسي في الحروب. إذا كان عمل كمين بالنوع دا غير ممكن في حالة تحرك الأهداف في مساحات منبسطة وفي اتجاهات عديدة فالطيران بيعمل بصورة انتقائية في الحالة دي بضرب الأهداف ذات القيمة الأعلى(دبابات، شحنات ذخيرة، تنكرات وقود، دفارات).

إذا ما إفترضنا أنه في متحرك من 20 عربية تتبع للدعم السريع داخلة للخرطوم من الخلا، وأنه تم إرسال طائرات نفاثة مقاتلة محملة بالكامل بصواريخ موجهة (٦ صواريخ لكل طيارة) للبحث عن المتحرك وضربه في الخلا، ففي أحسن الأحوال ممكن المتحرك تعترضه طائرتين، وإذا ما كانت نسبة نجاح الصواريخ الموجهة دي 70% بيعني أنه الطائرتين ديل ح يتمكنوا من ضرب 8 عربات من أصل 20 ثم ح تنفذ ذخائرهم ومن بعدها المتحرك ح يتشتت وعملية اصطياد المتبقي ح تكون عويصة أكتر.. طبعا دا غير أنه الدعامة من بعد الصدمة الأولى بدوا يعرفوا يتعاملوا مع الطيران بتكتيات زي التمويه (الطين البيمسحوه في العربات) والتحرك ليلاً حيث أنه دي حاجات بتقلل كفاءة الطيران جدا في التعرف على الأهداف بالنظر وبيبقى الإعتماد على أجهزة ال LLTV وال Night Vision Compatible HUDs البتغطي مساحات أقل بكثير.
لمن الناس تتكلم عن الطيران بيكون في الأغلب في صورة ذهنية في بالها عن الضربة الجوية بتاعت أمريكا للقوات العراقية في الطريق السريع رقم 80 في بداية عملية عاصفة الصحراء، بس بالنظر لتاريخ حروب الجيوش مع الميليشيات والجماعات الإرهابية حنلقى أنه الطيران ما بيقطع الإمداد 100% بل بيضيق الخناق عليهو بصورة تقلل كفاءة عمل الميليشيا.
في المتوسط، حوالي 20%-25% من إمداد الدعم السريع بيتم تدميره قبل يدخل الخرطوم وفي 30%-40% أخرى بيتم تدميرها داخل الخرطوم أثناء حركتها أو في مخازن.

سلاح الجو يعمل بالقدرة القصوى منذ بداية الحرب، محققاً أكثر من 1,400 ساعة تشغيلية أو ما يعادل تقريبياً 8 طلعات جوية في اليوم كل يوم لمدة ٦ أشهر متواصلة.
نصر الله قوات شعبنا المسلحة.

أحمد الخليفة
احمد الخليفة