تعقيباً على حديث مناوي
تحدث مناوي إلى صحيفة سودان تريبيون عن الأحداث خلف الكواليس في الأيام ما بين 11 أبريل وحتى صبيحة التمرد في 15 أبريل في محاولة لإلقاء الضوء على بعض الأحداث قُبيل الحرب.
ما أشار إليه مناوي في حديثه عن الجو العام قُبيل الحرب يؤشر إلى أن التوتر كان في أقصاه، وأن قيادات الجيش كانت تعلم بنية انقلاب عسكري من حميدتي ولكن كان يبدوا أن المسعى حل هذه المشكلة بدون الدخول في مواجهة عسكرية وكان الشرط الأساسي هو سحب الدعم السريع لقواته من مطار مروي وهو ما رفضه الدعم السريع بدلالة زيادة الحشد العسكري في مروي برغم وعود عبد الرحيم بعدم التصعيد مما يؤشر لسوء نية الدعم السريع وعدم التزامه بالوعود.
إجتماع هيئة القيادة بتاريخ 11 أبريل والذي كان يجب أن يشارك فيه الأخوان دقلو منعطف مهم يجب أن نقف عنده، فبدلاً من الحضور شخصياً قام الأخوان دقلو بإرسال فردين برتبة لواء إلى الإجتماع، ولكن تكمن المشكلة في أن المرسلين من الدعم السريع لم يجاوبوا على أهم التساؤلات حول الحشد العسكري للدعم السريع، وهو ما يدل على سوء نية الدعم السريع أيضاً، فعدم توضيح الأسباب وإرسال “كومبارسات” لاجتماع مهم كهذا بدون تزويدهم بالمعلومات الكافية يدل على أن الدعم السريع لم يكن ينوي حتى الإجابة عن هذه التساؤلات.
بالنسبة للجزئية عن وصول بعض قيادات قوى الحرية والتغيير ابرزهم خالد سلك وياسر عرمان بعربة “شريحة” رفقة عبد الرحيم دقلو في أواخر الليل من يوم الثلاثاء 11 أبريل – فإن خالد سلك عبر تغريدة له في منصة X -تويتر سابقاً- أكد حديث مناوي حول ركوبهم هذه العربة رفقة عبد الرحيم دقلو، ولكنه لم يتطرق إلى ما أثار الجدل وهو نزوله -أعني خالد سلك- من الشريحة وعودته مجدداً مسرعاً على حد تعبير مناوي. المارشال في حديثه لم يتطرق إلى تفاصيل ما دار بين قيادات قحت وعبد الرحيم دقلو في داخل الشريحة، واكتفى بسرد تكهنهم وقتها بأنه اجتماعات حول الإتفاق الإطاري، ولكن المارشال ذكر أيضاً أنه علم لاحقاً بالأفراد الآخرين إذ أنهم لم يروا إلا خالد سلك، وبطبيعة الحال فأغلب الظن أن من أخبرهم ب”مانيفستو” هذه الرحلة على متن الشريحة هو من قحت – المجلس المركزي أو من الدعم السريع وعلى الأغلب فإن مناوي قد استفسر -عند علمه ببقية الركاب- عن طبيعة الاجتماعات التي دارت في هذه الشريحة او لاحقاً في ذلك اليوم.
في الأخير، إذا كنت تصدق حديث طه عثمان للجزيرة -مُطلقاً- بحجة أنه كان في دوائر العملية السياسية، فلا شيء يمنعك من تصديق حديث مناوي إذ أنه كان في نفس الدوائر تلك، أما إن كنت تكذّب حديث طه -مُطلقاً- بحجة أنه يملك إنحياز سياسي للدعم السريع فلا شيء يمنعك من أن تُكذب حديث مناوي إذ يمكن أن يُحسب مناوي محايداً منحازاً للجيش. الحقائق ستتكشف تباعاً، تُقرأ من بين تقاطعات أحاديث الساسة وما يمكن أن يُتتبع من حقائق موثّقة.
نصر الله قوات شعبنا المسلحة.
#حرب_السودان
احمد الخليفة