إذا كان أعداء السودان قد بنوا حساباتهم على تعداد عساكر الجيش ونسبة الجنود إلى الضباط سيكونوا قد أخطأوا
معلومة سمعتها من اليوتيوبر المصري إبراهيم الجارحي متخصص في تاريخ الحروب. أن ألمانيا حينما هُزمت في الحرب العالمية الأولى وعوقبت بتقليص جيشها إلى عدد مأئة ألف جندي قامت بتنفيذ استراتيجية ذكية جداً. كانت تخرج ضباط فقط طوال فترة الاتفاقية. لديها 100 ألف عسكري جعلتهم جميعهم من الضباط.
عندما قرر هتلر خوض الحرب التي عُرفت لاحقاذ بالحرب العالمية الثانية كانت ألمانيا لديها العدد الكافي من القادة، واستطاعت تجنيد الملايين من الجنود من الشعب الألماني في وقت وجيز وكان الجيش الألماني الضخم الذي كاد أن يسيطر على العالم.
تذكرت هذا الكلام وأنا أتابع خطاب أحد ضباط القوات المسلحة السودانية لدفعة جديدة من المستنفرين الخريجين بعد ضرب النار بمعسكر حريرة (الفيديو المرفق).
عندما تستمع إلى خطاب قوي مشبع بالرجولة والإخلاص والحكمة لأحد القادة العسكريين ربما تظن أنك أمام رجل فلتة في الجيش، ولكنك تتفاجأ عندما تسمع لآخر وآخر وآخر وتجدهم كلهم بنفس المستوى قادة بمعنى الكلمة.
مهمة الكلية الحربية هي بالطبع صناعة القادة؛ وفي لحظة معينة قد يتحول الشعب كله إلى جيش. فإذا كان أعداء السودان قد بنوا حساباتهم على تعداد عساكر الجيش ونسبة الجنود إلى الضباط سيكونوا قد أخطأوا في حساباتهم. فها هي معسكرات الاستنفار تخرج الألوف في مختلف ولايات السودان ليجدوا الآلاف من خريجي الكلية الحربية السودانية مصنع القادة في انتظارهم.
يبدو أن خطة ألمانيا بعد اتفاقية فرساي هي فكرة عادبة بالنسبة للجيوش. فالجيش هو دائما الشعب نفسه.
حليم عباس