الجبوري ..كنا عاوزنك تبقى شجاع، وماتبقى جقاوه
إخوى الجبورى
السلام عليكم ورحمة الله.
عساك بخير؛
كنا عاوزنك تبقى شجاع، وماتبقى جقاوه.
فى بداية الأحداث كنت اعذرك لحساسية الموقف وعصبية القبيلة وأبناء العمومة حيث تضع المثقف فى امتحان عسير أمام قناعاته، وكنت اقول للأخوة فى القرووب: اجدوا له العذر، لكن كونك تصطف مع الدعم السريع، وتترك اولاد اهلك وقبيلتك ينهبو ويسرقو فى الخرطوم، فى بيوتنا نحن واعراضنا واملاكنا، ودماء اهلنا، وعاوز الحرب يوقفها البرهان.
كان الأولى بك أن تخاطب أهلك وابناء العمومة فى العطاوة فى تسجيلات مكررة لا لوقف الحرب ولكن لوقف الانتهاكات التى طالتنا نحن، ليس أهل الخرطوم فحسب،
بل طالت حتى اخوتك فى هذا القرووب، كان من المفترض أن تكون شجاع وتسجل كلمة للتاريخ نصرة لإخوانك فى الدين والوطن فالسكات فى موضع البيان والنصح مجبنة ومنقصة فى حق الرجل، وايضا يوم القيامة تسال عن السكات كما تسئل عن الفصاحة والبيان،
والاعجب من ذلك رمى الإدارة الأهلية بالتقصير. فحرى بنا أن نلومكم ونحن أحق بقولكم منها، لا توجد إدارة أهلية، فماذا تعنى السنوط؟ وماذا يعنى بيت الجبورى؟ إن لم يقد معركة الحق مع بيت ابن عمه مادبو وبابونمر،
وانا اعرف صعوبة قول الحق فى مجتمع تسود فيه أعراف القبيلة والتعصب لذلك نحن لم نطلب منكم وقف الحرب ولم نطلب منكم أن توقفوا أولادكم الفرسان كما كنا نظن عن مهاجمة الخرطوم، فقط كان الرجاء والمظنة فى دواعى المرؤة والشجاعة والشهامة منكم ولكن للاسف ما كنا نعده سرقة يعد عند ابنائكم مغنما وما نعده نهبا يعد عند ابنائكم فراسة ومانعده اغتصابا وانتهاك اعراض مصانة يعد سبياّ عند أبناءكم،
ولا ناظر ولا امير ولا كبير من اداراتكم الأهلية، الا من كلمات لم تجد لها صدى ونصير من وسطكم بل ضاعت كالصدى بدون مراجع، ولكنها للاسف كان ترتجى بعض فتات المال السائب رغبة ورهبة من الدعم السريع، وشهوة حكم خفية دغدغة امال بعض ادعيائكم فى اداراتكم الأهلية، فتلك رغبة وحلم و لا احد يروادكم فى احلامكم
ولا احد يطلب منكم اصطفافا مع الجيش او ضده فلكلٍ تقديره وموقفه وهذا ليس حصرا لكم، ولكن للاسف فى اخر الزمن خاب البرق العبادى، وحل المحل، وفرسانكم صاروا فى الدايات والساحة، وللاسف فى غرف الحرائر وامام المرايا،
للاسف ما هو دوركم يابيت الجبورى وحرائر اخوانك فى القروب نهبا للدعامة فى سهول العطاوة ونجودها ودمرها وأسواقها، بالله العظيم ما هو قولكم لإخوانك فى القرووبات،
لم يفتح الله لكم بكلمة فى حق الحرائر اللائى تم اغتصابهن وسقن كالسبايا، فبالله اى رجولة وشهامة ومرؤة، كان يرتجى اهلكم فى الخرطوم وفى القرووب منكم الكثير،
ولعلمكم لم يحملوكم حمولة الدعم السريع، كعشيرة أو كقبيلة ولكن للاسف أولادكم ارتضوا أن يحملوا حمولة الدعم السريع جهلا وعصبية بالتنادى جهرا إلى نصرة للدعم السريع بالتحشيد والتجنيد والفزع والمغنم والسبى، وسرا من الهلكة والفناء خوفا، من شر مستطير ينتظرهم أن عز الملك والصولجان من أهل الحياد، أن انكسر الظهر وعز النصير،
حيث مات حميدتى أو فى حكمه وعرد عبد الرحيم والقونى يحتضن المال وام قرون والبقية يحتضنون الموت والاشلاء والإعاقة وام قرون حسيرة كسيرة،
والله .ما كنا نريد أن نقسوا عليكم لبقية محبة فى قلوبنا لكم فهذا بعض ما فى نفوسنا، فالقلب دامى والحزن عميم، والنفوس حرى، والدمع اسيف، ولكن اعلم، رغم ذلك لا احد فى الخرطوم أو فى القرووب يتمنى أن تقف الحرب الا بخروج اخر جنجويدى من اخر زقاق فى امدرمان والناس مستعدة لدفع وتحمل اكراهات الحرب المفروضة على السودان رغم الجوع والمسغبة والفاقة فالقصة ليست مرجلة وفراسة،
إنما قضية، قضية معركة كبرى، عربان الشتات أول ضحاياها، فالمقصود كان استبدال نخبة ببداوة، من أجل طموح مستعمر خارج الحدود ليصفو له غرب أفريقيا، ولآخر قريب، لتصفو لهم دولة 56 كما يسمونها المغرر به فنال العربان منها فناءا وانقساما وعزلة من المجتمع السودانى ومجتمع غرب أفريقيا…..
فاتورة مجتمعية قاسية على المجتمع البدوى سيظل يدفع ثمنها مئات السنين ولن تمحى من ذاكرة المجتمع السودانى الذى كان يرتجى منها الكثير ولكن تبدد تحت عبارة… الطمع فحل العيوب …فى سلطةٍ لم تصل حزً المفصل .
اخوك م /على حجاج.