محمد يوسف: علمتني التجارة
علمتني التجارة ٨
تذكرت شيئا هاما غالب المحلات بها أمانات فقبل أن ابدأ التسويات رددت كل الأمانات لأهلها الا مبلغ كان لابن عم لي و رددته اليه لاحقا بعد شهرين فقد ارجأته لدين يرجى سداده. بعد اصرار مني فقد كان يرفض أخذه.
ظهرت لي مشكلة صاحب اكبر دين لم يخبره مدير اعماله بعجزي و كان يطلب مني أن ادفع له ما توفر لي من مال بغير رؤية واضحة للسداد مع ادراكي أن اي تسوية لا بد أن تكون في العلن مع صاحب المال فهو الوحيد الذي له الحق أن يعفو او يمهل.
بعد مضي اسبوع قررت أن أخبر صاحب المال بالحاصل توجهت اليه مبكرا صليت الصبح باللاماب في المسجد لم اقابله فانتظرت حتى شرقت الشمس و ذهبت اليه في منزله. وجدته كما توقعت لا يعلم شيئا أخبرته بالحاصل بدأ عليه الانزعاج و الصدمة لا أذكر ما كان رده بالضبط.
بعدها انطلقت في تسوياتي و إدارة معركتي.
الحمد لله وصلت بتسوية مع معظم الدائنين و تبقى حوالي أربعة كان هناك تعنت من جانبهم و سبحان كان ثلاثة منهم من اعز من اتعامل منهم و أكثرهم طيبة احيانا من تراهم قساة في الظاهر يحملون قلوبا طيبة.
فأكثر من تعاملت معهم شدة و تحسبهم اشدهم صعوبة كانوا اول من نفذ التسوية و سعى في مساعدتي بالتوسط مع آخرين و ديل شوايقة ذكرت القبيلة لاصحح بعد المفاهيم الخاطئة و اعز أصدقائي في هذه الحياة بعد الشهيد خطاب الجعلي شايقي.
نواصل في الحلقة القادمة و قد بدأ الخناق يضيق و السجن يلوح في الافق
#علمتني_التجارة
علمتني التجارة ٩
تبقى أربعة عدد اقل و لكنهم كنسبة يمثلون ثلاثة ارباع الدين و لم يعد بوسعي أحداث اختراق في مواقفهم.
حينها وضعت لكل واحد نصيبه مصنع للبوهيات تركت له بضاعته عند اصحابي من التجار ليجلسوا معه أحد زبائني المقربين سلمته بضاعة و تركت له مبلغ ٧ الف ج يرى انها قليلة احد تجار الخشب الذي حاول أن يأخذ بضاعته سابقا سلمته له على وعد أن يقسط الباقي.
تبقت كبرى العقبات صاحب الدين الأكبر ذهبت اليه في مكتبه و كان رأيه أن اسجل الدفار و مزرعة ألدواجن باسمه ليقوم هو ببيعها طبعا مبلغه كبير جدا و لن يفي عائد البيع الا ب ٦٠% كأكثر تقدير من حقه فكان استفساري و ماذا عن باقي الدين كيف ستتم جدولته و كم ستعفي فكان رده انه سيقرر في الأمر بعد أن يبيع.
من عادتي لا احب المواقف الضبابية اعترضت على ذلك فلا بد من تسوية واضحة او اتفاق ظاهر على مصير باقي الدين و يبدو اننا أصبحنا في طريق مسدود.
و لان أهلنا قالوا التور كان وقع السكاكين بتكتر فالدفار بخس التجار سعره لعلمهم بحاجة صاحبه اما مزرعة الدواجن فقد حدث تنازع في الملكية بين الذي باع لي و آخر يملك على الشيوع في نفس المزرعة بأنها تتبع للثاني فأصبح بيعها مستحيلا الا من شخص واحد عرض سعرا لا يغني و لا يسمن من جوع.
كنت أدرك أن الأمر كله لخير
حتى اتصل بي صاحب الدين و طلب منه أن اسلمه و كأن لسان حاله سلم تسلم و كان ردي لا بد من الاتفاق على شكل تسوية الدين المتبقي فهددني بالسجن فقلت له عندما تود القبض على ما عليك إلا اخطاري و سآتي بنفسي.
و في يوم الخميس بعد اسبوعين و كأني في حملة انتخابية او معركة كمعارك المدرعات و القيادة وجودية اتصل بي مدير مكتبه صباحا و طلب مني مقابلته في اللفة.
نواصل في حلقتنا القادمة فقد انقطعت الحيلة و عدمنا الوسيلة
#علمتني_التجارة
علمتني التجارة ١٠
عندما طلب مني مدير مكتب صاحب الدين الأكبر الحضور إلى اللفة أدركت حينها انه يريد تنفيذ امر القبض كنت حينها قد مستعدا لذلك فذهبت إلى اللفة و وجدته في مغلق احد اصحابي و معه اثنان من البوليس بكامل زيهم الرسمي فما كان مني إلا أن سلمت عليهم و علقت تعليقا ضاحكا على اللبس العسكري آثار استياء البوليس.
ثم ركبت معهم و توجهنا إلى قسم الخرطوم شمال. من لطف الله كان الجو شتاء دلفت إلى الحراسة تحوي مجموعة من المتهمين الأبرياء و المجرمين و ان كان الغالب يدعي البراءة.
هناك انزاح هم ثقيل من صدري فقد تيقنت حينها أن الله قد خلصني من حولي و قوتي لحوله و من تدبيري إلى تدبيره.
لقد كنت استخير في كل خطوة بل مع كل ركعتي نافلة و افوض أمري إلى الله إن الله رؤوف بالعباد.
انعكس كل ذلك انشراحا في الصدر و تبسما في الوجه و حلاوة في اللسان و جلست مع المحبوسين و كأنها جلسة في الحرم نتناول الحكايات و نتبادل القصص.
تعجبوا من ثباتي و عدم مبالاتي فقد ذكروا أن كل من يدخل السجن يكون متجهما حزينا و احيانا باكيا يتجه نحو الحائط يندب حظه.
أذكر أحدهم يحكي قصته كيف ورطه آخ زوجته حيث ضمنه مع شركة تقسيط و لكنه عجز فسجنوه كضامن.
كثير من الحكايات و القصص و التجارب بعضهم عندما علم بقصتي اقترح علي أن اسلمهم المال و هم مستعدون للدخول مع التاجر في تسوية طبعا ديل بغروا التاجر و اياكلوه بفهم الممطورة ما بتبالي من الرش فاخبرتهم أن الأمانة تقتضي أن احافظ على مال الرجل.
كنت صائم في ذلك اليوم فاحضر لي ابن عمي ملابسي و افطارا أذكر أحدهم قال لي انا من الدبرسة لا قادر آكل و لا اشرب يا ريت لو صمت.
طبعا اخوكم ما شاء الله قلبه مكفي التقول في الحرم ما في سجن و لن أكون كاذبا إن قلت أن الراحة التي شعرت بها في السجن قد لا أشعر بها إن كنت في الحرم في ذلك الموقف.
اكلت بمعية رفقائي و نمت كما لم انم من قبل ملء جفوني عن شواردها.
الجمعة و السبت اجازة بعد عرضي على التحري تم نقلي إلى سجن أمدرمان.
و لي حكايات مع السجن و وقفة أمام القاضي نتناولها في الحلقات القادمة ان شاء الله
#علمتني_التجارة
محمد يوسف