مصطفى ميرغني: هنا تجد معاني التضحية ومعاني الوطنية والشجاعة والإقدام
بينما الواحد منا يفكر في كل السبل التي تمّكنه من الخروج من هذه البلد، و يكابد في ذلك المعاناة و الشدائد ؛ ليعيش حياة كريمة.
أتذكر هؤلاء الشباب الكرام الشجعان الأبطال
هؤلاء الشباب
من جميع القوات النظامية و المستنفرين
الذين لبوا نداء الوطن و الذين فارقوا بيوتهم و فارقوا سبل الراحة و ودّعوا أبناءهم و نساءهم
لينتظموا في صفوف القتال
فالواحد منهم عندما اختار هذا الطريق يعلم أنه ليس طريقا مفروشا بالورود
وإنما هو طريق محفوف بالمخاطر،يعلم الواحد منهم عندما ترك بيته أنه بين خيارات أربعة لا خامس لها
إما أن يقتل شهيدا أو أن يتم أسره أو أن يصاب أو يرجع ظافرا منتصرا
هو يعلم هذه الخيارات الصعبة و الشديدة مع تركه أحلامه و حياته و مشاريعه الخاصة
كل ذلك عندهم هان في سبيل الوطن و الدين
كل ذلك هان في سبيل أن يوجدوا للأجيال من بعدهم وطنا يسعهم و يعيشون فيه و يحقق آمالهم
هنا تجد معاني التضحية و هنا تجد معاني الوطنية و الشجاعة و الإقدام
هؤلاء الشباب يكابدون ظروفا و أحوالا صعبة في هذه الحرب
مثال ذلك في بعض الوحدات العسكرية
الكهرباء منقطعة منذ شهور أربعة
و توجد ندرة في المياه و قلة في الطعام و شح في العلاج
مع كل هذه الظروف وهم ثابتون لا يمر عليهم يوم إلا و هم يقدمون أنفسهم رخيصة في سبيل هذا الوطن ليرتقوا شهداء عند ربهم
هؤلاء نستحي منهم
ونحقر أنفسنا أمامهم
و أمام هممهم
لا تظنن أن هؤلاء الشباب بلا مؤهلات أو بلا أحلام أو بلا أموال أو بلا أسر
و الله فيهم و هم كثيرون النابغون في مجالهم المتفوقون في دراستهم و أعمالهم
و فيهم من له أحلام تناطح السحاب
و فيهم من رزق بذرية و هو في أرض الوغى يسأل نفسه هل سأرى ذريتي أم سيحول القدر بيني و بين ذلك ؟
و فيهم رواد الأعمال و أصحاب المليارات و فيهم من يمكنه أن يعيش في أفضل الدول
لكن نداء الوطن فوق كل شيء
هؤلاء خيار من خيار
نحسبهم و لا نزكيهم على المولى عزوجل
اللهم احفظهم بحفظك
اللهم فك أسر المأسورين منهم
اللهم رد الغائبين منهم
اللهم تقبل القتيل منهم في الشهداء عندك يارب العالمين
اللهم و اكتب النصر على أيديهم يا عزيز يا كريم
مصطفى ميرغني