محمد يوسف: تجربتي مع التجارة
تجربتي مع التجارة ١
تخرجت من الجامعة في العام ٩٩ مرتبة الشرف الأولى و بما اني كنت متزوج بحثت عن عمل طفت المدارس الثانوية احيانا سبعة مدارس في اليوم رفضوني حتى متطوعا رغم نيلي لجوائز عدة في الفيزياء و الرياضيات لم يكن همهم الكفاءة كان همهم الأسماء الرنانة التي ستجلب لهم الطلاب.
بفضل الله تم تعييننا في الجامعة سريعا بموجب التميز مرتب مساعد التدريس حينها يعني أنك طالب انتقلت كفالته من والديه إلى الجامعة. كنت حريص أن أعمل في مجالي فتعاونت مع جامعتين.
و بعد مرور العام وعدتنا إحدى الجامعات التي نتعاون معها بالتعاقد فكان خبرا مفرحا و عندما بدأ السمستر اكتشفنا انه تم الاستغناء عنا لصالح مجموعة من المعارف بلا أداء اكاديمي او تميز تدريسي.
حينها جلست مع نفسي و اتخذت قراري من لا يملك قوته لا يملك قراره لن اجعل مصدر دخلي بيد الناس وقررت الدخول في العمل الحر بجانب التدريس في جامعة الخرطوم.
علمتني التجارة ٢
لدينا في البيت دكان فاضي يفتح في الشارع بشراكة ابن خالتي النجار فتحنا ورشة نجارة و بسلفة مستردة على عشر أشهر ذهبنا لتاجر خشب سلمناه المبلغ و استدنا منه لنصنع اول دولاب.
لقد ملحمة لم نصرف عليه الجهد و المال فحسب بل صنعناه بحب و مكابدة.
استوى دولابا يسر الناظرين و جاء الزبون الأول و تم البيع و عندها كانت أولى العقبات كان البيت يمر بظروف صعبة و كان أبي بحاجة للمال فكان يرى أن نؤجل صاحب المغلق.
لقد كان اختبارا صعبا بين رضاء ابي و أداء الأمانة للتاجر و لان الدنيا متاع و خير متاعها الزوجة الصالحة حينها باعت زوجتي قطعتها الذهبية الوحيدة و أعطت ثمنها لأبي بطيب خاطر
طبعا ابوي ده ما زي كل الآباء زوجني و انا في أولى جامعة و صرف على تعليمي و تعليم زوجتي و ابنائي حتى تخرجت.
ذهبت إلى التاجر و عندما اوفيته حقه أصبح يعطينا مواد عشرة قطع من دولاب و حافلة كنا نهتم بالجودة و اذا صنعنا دولاب لزبون و ظهر به عيب خارج من الارادة كنا نصنع دولاب جديد للزبون و نبيع الدولاب الذي به عيب لمن يرتضيه بعيبه بالمناسبة العيب ده حاجة تكون في التشطيب غير مؤثرة.
فكبرت التجارة مكنات نجارة ثم مغلق ثم مغالق ثم دواجن كانت عشر سنوات من البذل و العطاء و الاجتهاد
و لانه ما طار طير و ارتفع الا كما طار وقع
نواصل في الحلقة القادمة
محمد يوسف