رأي ومقالات

عادل عسوم: داير أشوفك يابلادي تبقي زي مايريد فؤادي

لا أدري أهو بسبب ارتهان أناشيدهما بذكريات الأمكنة وما انصرمت من سني أعمارنا؟، أم هو ابداع مذهل ميز كل أعمالهما الفنية؟!

فالمعلوم يقينا أن السمع يعد أكثر الحواس أرتباطا بمستودع الذاكرة، والمرء دوما أسير مايسمع من أصوات وموسقة في باكر حياته، وقد يصل الأمر إلى التأثير ايجابا وسلبا على ملكة التقييم والترجيح لديه، والناس بطبعهم أبناء بيئتهم وأسيرو سمعهم وبصرهم، والوجدان هو جماع المنداح من تداعيات الصور والأصوات والمواقف الحياتية.

لكنني أيقنت بأن الأمر ابداعٌ وفوت ميز أناشيد هذا -الثنائي الوطني- (محمد حميدة ويوسف السماني)، لعمري إنه إبداع يفعل بالنفس الكثير،

كم اطرب لانشودتهما (الحب الكبير) والتي درج الناس على تسميتها (يابلدي ياحبي)، كم أطرب وترتاح نفسي لكلماتها ولحنها وأدائهما البديع لها وهما يبتدران كلماتها منشدان:
من تبيت بالعز متربي
بين ايديك يابلدي ياحبي

وكم يتسارع نبض قلبي عندما استمع ل(أمة الأمجاد)، وكم تتسامى روحي في الفضاءات عندما تطرق سمعي (باري الشمس ياغمامة)!
وكم يسوقان الناس سوقا وهما ينشدان:
داير اشوفك يابلادي
تبقي زي مايريد فؤادي
تبقي عالية ويرقى شعبي
تبقي سامية ويسمو دربي
داير اشوفك أرقى أمة
داير أحقق بيك مرادي
عالي دربك في جهودي
أرعى أرضك زي وجودي
وابني فوق صرحك مفاخر
وازرع الخير في البوادي
داير اشوفك باسمة دايما
ضاحك الحب في حدودي
للسلام تمتد ايدك
وتبقي جامعة وتبقي نادي
داير اشوفك حازمة عاتية
لما تتجنا الأعادي
تسحقي الشر والمخاوف
ترفعي الخير والمبادي.
يااااااه
كم لهما من ماتعات يا أحباب…

والحق يقال أنهما يستحقان الإسم الفني، ولاغرو أن حُبَّ الوطن قيمة لاتكاد تعلوها قيمة الاّ قيمة العقيدة ومُسَلَّمات دين الاسلام، وقمنٌ بنا أن نعلي من شأن هذه القيمة الوضيئة…

عادل عسوم