قائد الحرس الرئاسي اللواء نادر المنصوري معقباً على مقال الباز بعنوان: “لماذا لم يشتري حميدتي الحرس الرئاسي”
كتب: قائد الحرس الرئاسي اللواء نادر المنصوري معقباً على مقال الباز بعنوان: ” لماذا لم يشتري حميدتي الحرس الرئاسي”
إلى صاحب اليراع الصادح بالحق عادل الباز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
اطلعت على مقالك بعنوان لماذا لم يشتري حميدتي الحرس الرئاسي، إن نصب الجندي المجهول الذي كان موجودا في الماضي بالخرطوم جوار مباني السكة حديد وقبالة معمل استاك له مدلولان، الأول هو رمزية المكان، تاريخيا معمل استاك حمل اسم السير لي استاك حاكم عام السودان الذي كانت حادثة اغتياله في مصر في العام 1923م سبباً في أن تبدأ بريطانيا اتخاذ الإجراءات التي قضت بسحب القوات المصرية من السودان وتكوين قوة دفاع السودان، لذلك لم يكن مكان نصب الجندي المجهول اختيارا عشوائيا، المدلول الأخر هو أن نصب الجندي المجهول يشير إلى من قدموا أرواحهم من الضباط والافراد فداء للوطن والواجب في صمت ولا يعرف احد من العامة بطولاتهم الممزوجة بدمائهم ودموعهم، فلسفة الإنقاذ كانت تتعارض مع فكرة الجندي المجهول لذلك تمت إزالة النصب عندما تم إنشاء طريق بيو يو كوان، أنا ذكرت ذلك لأننا في الحرس الرئاسي قمنا بواجبنا ودافعنا عن رمز قيادة القوات المسلحة، نحن كبقية أفراد القوات المسلحة من مختلف قبائل السودان ونحن أبناء مزارعين ورعاة وأصحاب مهن، ترزية، بنائين، حدادين وغيره، تربينا باللقمة الحلال وتشربنا بالعادات والقيم السودانية ثم صقلتنا القوات المسلحة وصارت هي قبيلتنا وعلمنا ان أفراد القوات المسلحة هم ملح الأرض، من يصلح الملح اذا الملح فسد، كنا نحلم بسودان يسعنا جميعا، نزرعه حبا وعلما وخضرة ولكن للأسف نحن الآن نزرعه دما ودمارا، والمؤسف اننا نقاتل بعضنا وكلا منا يصيح الله اكبر.
إن مقالك كان لنا بمثابة باقة الورد التي توضع على نصب الجندي المجهول تكريما له لذلك وددت ان اشكرك نيابة عن أفراد الحرس الرئاسي.