محاولة لاستقراء الأحداث من موجز الموقف العملياتي للناطق الرسمي للقوات المسلحة
في محاولة لاستقراء الأحداث من موجز الموقف العملياتي للناطق الرسمي للقوات المسلحة بالأمس
في هذه الحرب إذا ما أردنا أن نعرف وجهة نظر أو توجه القوات المسلحة السودانية كمؤسسة كاملة، يجب علينا أن ننظر لحديث الناطق الرسمي للقوات المسلحة العقيد/ نبيل عبد الله – خصوصاً أن خطابات باقي القادة أمام جنودهم تعتبر خطابات حماسية، وأمام الإعلام تؤخذ خطاباتهم من منظور موقعهم السياسي-العسكري لا العسكري فقط، لذلك فرأي المؤسسة العسكرية ككل يؤخذ من الناطق الرسمي للقوات المسلحة.
بالأمس جرت معارك واشتباكات واسعة في مناطق بشرق النيل، ووجدت تضارباً كبيراً في الأنباء حول تفاصيل الاشتباك (من بهاجم، ما طبيعة المعركة، وما حدودها الجغرافية)، ولم أتمكن من الوصول لمصادري في المنطقة للتحقق من هذه التفاصيل ولهذا أعرضت عن نشر أي أخبار حولها وجعلت أترقب بيان الناطق الرسمي للحصول على بعض الإفادات حول ما جرى.
طالعت موجز الموقف العملياتي ليوم أمس في رسالة نصية من أحد الأصدقاء معلقاً عليها باستغرب حول عدم ذكر أي شيء عن أحداث شرق النيل، وهو أمر يثير الفضول حقاً، ولكن ما شد إنتباهي أكثر هو إلحاق البيان في آخره ب “(نصر من الله وفتح قريب)” وما جعل هذه العبارة المأخوذة من الآية الكريمة يشد انتباهي هو أن آخر البيانات من الناطق الرسمي التي ذُكر فيها شيء عن قُرب النصر (بعيداً عن هاشتاقات السوشال ميديا) كان -إن لم تخني الذاكرة- في أواخر شهر أبريل، لذلك قمت بمراجعة الصفحة الرسمية للقوات المسلحة السودانية للتأكد من صحة نص البيان، وفعلاً كانت مذكورة هناك.
يمكن أن يكون حديثي هذا استقراءاً فائضاً عن حده، فربما مَن فرغ محتوى الخطاب الصوتي للناطق الرسمي أخذ العبارة من آخر التسجيل وفيه عادة ما يخرج الناطق الرسمي عن نص البيان المكتوب من أجل التفاعل مع المستمعين – ولكن التغطية على خبر معارك شرق النيل مع الأنباء حول إكتمال الاستعدادات لمعركة تحرير الخرطوم يفتح باباً لاستقراء أبعاد أخرى في هذه العبارة في سياق إستعداد الجيش للتحرك العسكري.
ما زلت أرى أن الجيش يبحث عن نهاية للحرب باستسلام الميليشيا بدون الدخول معركة تحرير الخرطوم، وهو ما تتعنت الميليشيا فيه، فهي الطرف الذي يواصل الهجوم بدون إكتراث للخسائر، وهي الطرف الذي يستجلب المرتزقة من مختلف بقاع المنطقة للقتال، وتتعنت في التفاوض وترفض الإلتزام ببنود منبر جدة.
حتى وإن أراد الجيش المضي في خيار الحسم العسكري، فإن العمليات العسكرية الضخمة في أغلب الظن ستكون بعد عودة القائد العام من نيويورك، فرسم المشهد السياسي القادم -بغض النظر عن ماهيته- يحتاج إلى كثير من التحالفات الخارجية وتقديم التطمينات والضمانات وهو ما يقوم به البرهان حالياً.
نصر الله قوات شعبنا المسلحة.
#حرب_السودان
أحمد الخليفة