رأي ومقالات

راشد عبد الرحيم: الجواز والحبوبة

عنوان يصلح مع أصل الحكاية لإنتاج دراما سينمائية مميزة .
الحكاية أن هنالك أسرا ترغب في السفر لخارج السودان ولكن واجهتهم مشكلة عصية والسبب فيها أن لهم أبناء أعمارهم تجاوزت الثلاث سنوات .

وزارة الداخلية تقول أن هنالك تزويرا يقع في أوراق هذه الفئة العمرية وهنالك مشكلة فنية إستعصي حلها ليتمكن أهل الأطفال من الحصول علي الجواز .

هذا أمر طبيعي و يمكن أن يقع الحل للمعضلة في إجراءات الحاسوب بسهولة أو بإجراء آخر مؤقت .

لكن وزارة الداخلية توصلت لحل قال به أحد قيادات الشرطة في مقطع مصور لمؤتمر صحفي عقدته الوزارة ، الحل من القيادي الكبير في الوزارة الذي علي الأسر إتباعه هو أن يترك هؤلاء الأطفال مع (حبوباتهم )

أي نعم الحل أن يتركوا وديعة عند ( الحبوبة ) وبالطبع ليس أحن علي الأطفال من الجدة !!! .
لكن يا وزارة الداخلية إذا لم يكن للأبناء حبوبة فماذا تفعل أسرهم ؟ وإذا كان الطفل مريضا وحال المستشفيات والأطباء بسبب الحرب معلوم ويحتاج لعلاج خارج السودان هل يتركوا ليعانوا من أمراضهم ؟

ربما نحتاج ان نذكر الوزارة أن أوضاع الكثير من الأسر صارت قاسية بسبب إرتفاع الإيجارات وغلاء الأسعار في الولايات مع صعوبة الحياة في العاصمة الخرطوم .

تكاليف المعيشة في السودان باهظة بالمقارنة مع الدول التي يهاجر لها من شردتهم الحرب ومعلوم أن المرتبات توقفت منذ إندلاع المعارك .

أما يكفي المآسي التي يعيشها الناس حتي تزيدها لهم الإجراءات الحكومية شدة وقسوة بمثل هذه الحلول ؟

راشد عبد الرحيم