محمد أبوزيد كروم: هل فعلا يتواصل البرهان مع حلفاء المليشيا!!
بعد نحو شهر من بداية حرب مليشيا الدعم السريع على الجيش والسودانيين تحدث القيادي بالمؤتمر السوداني والمجلس المركزي لقحت شريف محمد عثمان لإحدى الفضائيات الخارجية عن تواصلهم مع قائد العام للجيش وسمى بالتحديد تواصلا حديثاً للدقير مع البرهان لإثبات صحة حديثه.
– معلوم للجميع أن المجلس المركزي والموقعين على الإتفاق الإطاري يمثلون الحاضنة السياسية للتمرد بما فيهم أعضاء مجلس السيادة والوزراء، وهذا ليس سرا .. فكيف لقائد الجيش الذي يقاتل أن يتواصل مع مساندي اعدائه وقتلة شعبه وجنده وحرسه الخاص (35) شهيد مغدور في سبيل حماية القائد!!
– الغريب في الأمر أن عامة الشعب السوداني متقدم في فهمه لطبيعة جرائم قحت المركزي ويحملها مسؤولية ما حدث له من قتل واغتصاب ونهب وسلب وتشريد، إلا أن قائد الجيش عاجز عن إتخاذ موقف حاسم ضد اعدائه .. بل يواصلهم ويواددهم!! وهم يجوبون عواصم العالم لتأييد المليشيا وإيجاد مخرج لها في الحاضر المستقبل.. وليس اخر ذلك وجودهم الحالي بالدوحة وندوتهم بالأمس التي بثوا منها سمومهم في الجيش على العلن!!
– في تقديري ليس الخطير في ندوة الدوحة ما قاله بابكر فيصل حول سيناريو هزيمة الجيش وطعنه لمن يشاركونه القتال في الخنادق ووصفه لهم بالإرهابيين .. هذا موقف مفهوم .. هذه المجموعة موقفها المعلن والواضح ضد الجيش وداعمة ومساندة للمليشيا ( راعي الضأن في البادية يفهم ذلك ) إلا قائد الجيش!!
– في تقدير أن أخطر ما قيل في رحلة الدوحة هو حديث الأمين العام لحزب الأمة القومي وعضو المجلس المركزي لقحت الواثق البرير في حديثه لقناة الجزيرة حيث قال أنهم يتواصلون مع البرهان حتى الآن!! ومضى أبعد من ذلك ليقول أن هنالك طرف ثالث أشعل الحرب وهم ( الإسلامويون ) هكذا قال نسيب الصادق المهدي دون أن يرمش له جفن .. واستشهد في ذلك بأنه وقت بداية الحرب صباح السبت كان بالقيادة العامة لرأب الصدع وخفض التصعيد في مطار مروي .. هل وقفتم في نقطة مطار مروي!! مع سنة اولى سياسة ونسب الواثق البرير!! طيب ولسانك الذي نطق بالباطل وأخرج الحق غفلة.. من الذي حاصر مطار مروي عنوة ؟؟ هل هم الطرف الثالث؟؟ ومن الذي حشد القوات والمدرعات في الخرطوم أليس هي مليشيتكم؟؟ ومن الذي ظل يهدد بالحرب أو الإطاري أليس أنتم ؟؟ ومن الذي حشد القوات بالمدينة الرياضية وأرض المعسكرات موقع الطلقة الأولى.. أليس هي المليشيا لتستلم القيادة بهذه القوة في لحظة الصفر كما خُطط!!
– إن ما قاله الواثق البرير ليس إلا استهتار وإستهزاء بالجيش وحرب الجيش وشهداء الجيش وبدم الشعب السوداني الذي سال عندما يصف كل هذا التدبير بحرب الجهة الثالثة بعد كل هذه الحيثيات السابقة والنتائج الحالية!!
– أعتقد أن أمام البرهان فرصة كبيرة ليكفر عن خطاياه المكلفة .. وأن يستفيد من حالة الإلتفاف الكبيرة حول الجيش وحوله شخصيا ليعبر بالسودان والجيش إن أراد.. لن يجدي حاليا أي تكتيك أو محاولة للعب بالبيض والحجر.. إن أي محاولة مثل هذه تعني الدخول في مواجهة مع الشعب مباشرة من البرهان.. نتفهم أن يقول البرهان حديث القتال مع جيشه كما حدث في المعسكرات .. وأن يقول حديث السياسة ورجل الدولة في أماكنها كما حدث في مصر.. ولكن أن يتواصل سرا مع عمر الدقير والواثق البرير وكوادر قحت وهم يدعمون المليشيا علنا فهذه جريمة وخيانة لا تغتفر..
– حتى الآن سنتعامل مع حديث البرهان المعلن الذي يقوله عن حسم التمرد وقطع شأفته وتدميره.. وعليه هو أن يوضح موقفه ويتخذ خطوات حقيقية مع من يحاربون الجيش الذي يقوده .. أو سيصبح الكلام غير الكلام !!
محمد أبوزيد كروم