رأي ومقالات

عثمان جلال: 🔴 تسقط بس .لا للحرب

(١). تسقط بس شعار الهوجة الثورية الكذوبة الذي ابتدعه العقل الانتهازي داخل قحت المجلس المركزي في انتفاضة ديسمبر ٢٠١٨ وكان هدفه تأجيج عواطف الثوار المثاليين الذين احتشدوا في اعتصام القيادة يوم ٦ ابريل ٢٠١٩ ، وقد انجز الشعار المفخخ هدفه وهو اسقاط نظام البشير يوم ١١ ابريل ٢٠١٩م، ولكن استمرت حالة الشحن والتعبئة السالبة وبلغت الهوجة الثورية مداها بانفصال شعارات الثوار المثاليين في ميدان القيادة العامة ،عن الشعارات الانتهازية لقحت المجلس المركزي في غرف اجتماعات تقاسم السلطة مع المكون العسكري.
(٢).
واستبان للجميع ان قحت المجلس المركزي استثمرت الحشود الثورية لابرام الصفقة التدريجية لتقاسم السلطة مع المكون العسكري والتي بدأت بحكومة كفاءات وطنية مستقلة بقيادات الدكتور حمدوك ، ثم انتهت بحكومة محاصصات حزبية كاملة الدسم بعد اتفاقية جوبا للسلام اكتوبر ٢٠٢٠ .

ولكن بدلا من اقناع الثوار المثاليين بضرورة انهاء الاعتصام والتحول لمرحلة البناء الثوري، والاستشراف الديمقراطي وقعت قحت على اتفاق فض الاعتصام والذي نفذته قوات الدعم السريع وباشراف مباشر من قائد المليشيا حميدتي وعندها حدثت المفاصلة النفسية والشعورية بين قحت والشارع الثوري. وعلى اثر المفاصلة الثورية غادرت قحت الميدان الثوري واختطفت شعارات الثورة النبيلة واختزلتها في المغانم والمحاصصات السيادية والوزارية. استثمرت الولاء وضيعت الوفاء

ولما ادرك الجيش السوداني ان السلوك السياسي لقحت المجلس المركزي سيقود السودان الى سيناريو التفكك والتشظي الهوياتي فض الشراكة معها واعلن خروجه من العملية السياسية ودعا كل القوى السياسية الوطنية للتوافق على ادارة مهام المرحلة الانتقالية وانهاء الازمة الثورية.
(٣).
لكن بدلا من إعمال قحت المجلس المركزي المراجعات الفكرية والسياسية والتصالح مع الثوار والتوافق مع القوى السياسية لصيانة منجزات ثورة ديسمبر صممت الاتفاق الاطاريء وحشدت الحلفاء من اخطر عناصر الثورة المضادة الداخلية والخارجية وهما بندقية مليشيا آل دقلو ، ودويلة الاقطاع الامارات ، وزينت تحالفها الشرير ببعض الاحزاب الديكورية وجماعات الزينة التي لا تسر الناظرين، ثم رفعت شعار يالإطاري او الحرب وانجزت تهديدها باشعال الحرب طلبا للديمقراطية المستحيلة.

ان شعار تسقط بس كان شعارا وظيفيا وانتهازيا رفعته الحربوية قحت المجلس المركزي لحشد الثوار المثاليين ، ثم استثمرت الشعار والثوار معا من اجل مغانم السلطة المحضة ، ولما استيئاس الثوار المثاليين انفضوا من ساحات التغيير ،بينما استمر الثوار العدميين هائمين في المليونيات الدائرية.
(٤)
لا للحرب شعار مفخخ رفعته ايضا قحت المجلس المركزي لما خسرت رهان العودة للسلطة عبر شعار نعم للحرب ، وهدف الشعار المفخخ انقاذ ما تبقى من مليشيا ال دقلو عبر صفقة تسوية سياسية تعيد انتاج تحالف قحت وبندقية آل دقلو الى السلطة ومركز التأثير من جديد، وهذا السيناريو يعني في المدى المستقبلي اما التدحرج في اتون الحرب الاهلية الشاملة ، او اعادة تأهيل وتنظيم مليشيا ال دقلو عسكريا لاستئناف حربها التدميرية العنصرية ضد الدولة السودانية.

ان شعار لا للحرب لن يتحقق بمغزاه الاستراتيجي المستدام إلا بعد تصفية مليشيا آل دقلو من جذورها.
(٥).
إن إحياء وانبعاث شعارات الثورة الديمقراطية من شاكلة لا للحرب ،وسلمية سلمية ، ومدننة الدولة لن يتحقق بالعمق الفكري والسياسي الاستراتيجي إلا بعد تجريد هذه الشعارات من التشوهات والاستثمار الانتهازي من الثنائي الاستبدادي آل دقلو وقحت المجلس المركزي، وهذا لن يتأتى إلا بعد بتصفية امبراطورية آل دقلو العسكرية والاقتصادية.وتحييدها نهائيا عن السياسة.

وكذلك ضرورة تحرير الثورة السودانية من الاجندة الخارجية الخبيثة. وانهاء اختطاف واحتكار قحت المجلس المركزي لقضايا البناء الوطني والتحول الديمقراطي.وهزيمة مشروعها الاستبدادي الأحادي ،وتفكيك تحالفها مع ثنائي الثورة المضادة الداخلي والخارجي والمتمثل في بندقية آل دقلو ودويلة الاقطاع الامارات، ثم إعادتها بعد المحاسبة الاخلاقية والقضائية والثورية الى حجمها ووزنها الطبيعي لتقف مع كل القوى السياسية الوطنية في مسافة متساوية بخصوص التعاطي مع مهام الثورة والانتقال ، وصولا الى ميس الانتخابات العامة.
ان أهم أدوات تفكيك هذا التحالف الانتهازي والشرير هو الوعي المجتمعي اولا، ثم الوعي المجتمعي ثانيا، ثم إلتفاف وتلاحم إرادة الوعي المجتمعي مع القوات المسلحة في معركة الكرامة والسيادة والشرف الوطني.

عثمان جلال