اذا انتصرت قوات الدعم السريع، فنحن مبشرون بـدكتاتورية عائلة مدعومة من الخارج وتستند علي ميليشيا قبلية
أسئلة مغلوطة تفضي إلى إجابات خاطئة وحياد مستحيل داخل قطار الحرب الذي انطلق:
معتصم أقرع
قال نيتشة: “أحيانا لا يريد الناس سماع الحقيقة، لأنهم لا يريدون رؤية أوهامهم تتحطم.”
من أكثر النتائج المثيرة للقلق التي أفرزتها حرب السودان في عام 2023 تتلخص الصعوبة التي واجهها الصادقون في تحليل طبيعتها وتشخيص تفاصيلها للوصول إلى موقف واضح منها. يمكن تفسير هذا الارتباك بتاريخ الممارسات السيء الذي اتصف به طرفا الحرب إضافة الي الضغوط الاعلامية والابتزاز السياسي.
اختار المعلقون والناشطون ثلاثة مواقف متمايزة.
اختارت مجموعة أولى الوقوف إلى جانب القوات المسلحة بشكل كامل. تصف الدعاية المضادة هذه المجموعة في كثير من الأحيان بأنها فلول وبقايا إسلاميي النظام السابق ومعهم مجموعة حمقي ومغفلين نافعين. لكن هذا الوصف يجانب الحقيقة الدقيقة لأن العديد من الذين وقفوا بإخلاص مع القوات المسلحة هم من أكثر الأعداء المبدئيين والعلنيين للنظام السابق ولم يكن لهم أي علاقة بالإسلاميين . ومن بين هؤلاء اشد أعداء الاسلاميين شراسة الذين ايدوا القوات المسلحة أصوات مثل الروائي عبد العزيز بركة ساكن ود. عشاري و د. محمد سليمان و د. محمد جلال هاشم وغيرهم الكثير. والأهم من ذلك أن هذه المجموعات التي تقف إلى جانب القوات المسلحة استمرت في التوسع بين جماهير الشارع السوداني وتزداد أعدادها يوما بعد يوم.
وتتكون المجموعة الثانية من الذين يدعمون قوات الدعم السريع. عادة ما يكون مؤيدو قوات الدعم السريع إما أعضاء في الميليشيا أو مستأجرين بشكل شبه علني. ومع ذلك، فإن أكثر حلفاء ومؤيدي قوات الدعم السريع لا يعلنون أبدًا عن دعمهم صراحة اذ يفضلون الاختباء وراء الشعارات المناهضة للحربالتي تدعي الحياد بينما في الوقت نفسه يصوبون معظم دانات نصوصهم في اتجاه الجيش بقوة نيران أضعاف ما يصوبون في اتجاه قوات الدعم السريع.
إن النهج الذي تتبعه هذه المجموعة هو مساعدة قوات الدعم السريع، ليس بشكل مباشر، ولكن بإضعاف عدوها (الجيش) وعزله عن الجماهير في الداخل وعن القوي المؤثرة في الخارج. لكن يتزايد وعي الجماهير بطبيعة هذا الانحياز بهكذا تكتيك المتمثل في الإيحاء بأن الجيش شيطان وجودي مع التقليل أو الصمت عن الجانب المظلم لقوات الدعم السريع. وتتعقد مقدرة هذه المجموعة ومقدرتها علي إخفاء وجهها الحقيقي يوما بعد يوم.
أما المجموعة الثالثة فتتألف من أشخاص صادقين وتقدميين يتمتعون بنوايا حسنة ووطنية لا شك فيها، وأشاركهم الكثير من (وليس كل) الفكر والتوجهات والمواقف الآن وفي الماضي. وهم يقولون إن كلاً من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية سيئان بنفس القدر، والموقف الصحيح هو رفض كليهما بالتساوي وتشكيل حركة شعبية ديمقراطية واسعة مناهضة للحرب.
من السهل أن أتفق مع الفرضية الأساسية لهذا المعسكر الثالث وأتفق معه على تحفظه على القوات المسلحة بسجل بعض قادتها المؤسف، وأتفق مع المعسكر على هدف المدى الطويل المتمثل في تشكيل جبهة شعبية واسعة للسلام والديمقراطية.
ومع ذلك، فإن موقف المعسكر الثالث يطرح عدداً من الأسئلة الملحة حول هذا التموضع.
السؤال الأول هو ما هي الأولوية في اللحظة التي تحتل فيها قوات الدعم السريع المنازل وتنهب وتغتصب السكان المدنيين في الخرطوم والجنينة وأماكن أخرى؟
بعد هكذا انتهاكات هل ما زالت هذه حرب بين قوات الدعم السريع و”جيش الإخوان” بالنظر إلى أن قوات الدعم السريع لا تكتفي باستهداف الإخوان أو جنود القوات المسلحة السودانية ولكنها تزيد بترويع واغتصاب ونهب المدنيين السودانيين الذين لا علاقة لهم بالإخوان والجيش؟
هل تحورت الحرب ولو جزئيا الي عدوان ضد المواطن السوداني وتاريخه ووجوده وثقافته وماله وقداسة جسده وداره حتى لو لم يكن المواطن الضحية لا اخوان ولا جيش؟
وعلينا أن نفكر في ماأساة السيد تور عفين الذي قام بتربية وحش كاسر في منزله بغرض إخافة الجيران وإجبارهم على الخضوع لتنمره وسرقاته ولكن في أحد الأيام هرب الوحش من القفص وهاجم منزلك وبدأ في التهام الدجاج والغنم واغتصاب نساء الدار. في هذه الحالة إذا جاء السيد تور عفين ليقاتل ضد الوحش الكاسر – الذي صار خطرا عليه أيضا – فماذا سيكون موقفك بالضبط؟
بينما يقاتل السيد تور عفين الوحش لترويضه الوحش هل ستجلس متفرجا وتكرر وتؤكد حيادك بحجة أن الجار تور عفين هو من رعى الوحش وهو سيء وعفين مثل وحشه الذي يأكل ويغتصب سكان المنزل – منزلك ؟
أم ستجلس والوحش هائجاً وتكتفي بالصراخ لا للوحش علي امل ان يرعوى ويكف نتيجة لسماع صراخك لا للوحش وهو يتوغل حرفيا داخل ملابس الأمة الداخلية كما ورد في تقارير المنظمات العالمية ودول كبري بما في ذلك حكومة الولايات المتحدة؟
أم ستقول إن الحل هو تشكيل جبهة حي واسعة لتأديب كل من السيد تور عفين والوحش دون أن توضح كم من الوقت والسنين أو الشهور سيستغرق تشكيل هذه الجبهة وماذا سيفعل الوحش في الشهور الممتدة قبل ان تشكل هكذا جبهة وتنمي مخالبها الجارحة وكم من الشعب سيقتل ويغتصب قبل ان تشب الجبهة المدنية عن الطوق وتفرض شروطها علي مجموعات مسلحة ثقيلا ومتمرسة في القتال والقتل؟
هذا سؤال حول ترتيب الأولويات. عندما هجم الوحش على البيت ونسائه ورجاله وأصوله، ما هو ترتيب أولوياتك بالضبط؟ هل الأولوية هي ترتيل لا ينقطع عن شرور السيد تور عفين المعروفة للجميع منذ عقود؟ هل أولويتك هي معاقبة السيد تور عفين والوحش داخل غرف نوم الأمة؟ أم أن الأولوية لهزيمة الوحش وطرده من المنزل وبمجرد الانتهاء من ذلك العودة إلى إلقاء اللوم على السيد عفين وخلق الظروف وإرساء المؤسسات التي تجعل من المستحيل ان يتنمر السيد تور على الحي مرة أخرى؟
النقطة هنا هي أن تشكيل جبهة شعبية واسعة للسلام والديمقراطية في أفضل السيناريوهات سيستغرق وقتا طويلا ووقتا أطول لجعلها فعالة وذات مخالب مؤثرة ولنترك جانبا كيف يمكن لجبهة مدنية أن تقاتل جيشًا وميليشيا مصابة بسعار الحرب وسفك الدماء.
ان اجتراح حلول طويلة الأمد – مثل أطروحة الجبهة المدنية العريضة للديمقراطية والسلام – توجه سليم وفي غاية الأهمية لكن لا يصح استعماله لتوفير محترمية للهروب من قضايا اللحظة الحالية الأكثر الحاحا وهي وجود قوات غازية احتلت المنازل بعد ان طردت أهلها واغتصبتهم ونهبتهم ثم مارست الاسترقاق الجنسي. هل تجوز ان نقول لضحايا الرعب المليشي السابقين والحاليين والذين هم في الشاحن انتظروا شهورا أو سنوات – لا أحد يدري – حتى تقوم الجبهة وتنبت مخالبها؟
وبعبارة أخرى، فإن الجبهة الشعبية للسلام والديمقراطية هي مشروع ممتاز، ولكنه طويل الأمد، وسأدعمه بالكامل، لكنه لا يحدث أي فرق فوري بينما الوحش يأكل ويدنس ويغتصب الأبرياء. يقع على دعاة ومناصرو الجبهة الشعبية للسلام والديمقراطية المسؤولية الفكرية والأخلاقية المتمثلة في صياغة استراتيجية قصيرة المدى لمعالجة القضايا الملحة لأن استراتيجيتهم طويلة المدى عمياء تمامًا عن إلحاح اللحظة والوحش يروع في المدنيين في دارفور والخرطوم.
المسألة الأخرى ذات الأهمية القصوى هي ما هو سؤال اللحظة الصحيح؟ هل السؤال يتعلق بدرجة طهر ونظافة الجيش والدعم السريع وبرازياتهما مقارنة بـميزاتهما النسبية؟
من وجهة نظري فإن أعلاه هذا سؤال خاطئ إذا كان الهدف هو تكوين موقف من الحرب. بالنظر الي إلحاح الحرب والمهددات الشديدة لوجود الشعب السوداني والمجتمع السوداني والثقافة السودانية، فإن السؤال الصحيح هو ما هو نوع السودان الذي سيظهر إذا انتصرت قوات الدعم السريع، وما هو نوع السودان الذي سيتحقق لو انتصرت القوات المسلحة السودانية، مع العلم أن هذين العالمين سيكونان مختلفين جذريًا.
إذا طرحنا السؤال بهذه الطريقة، فإن الحفاظ على مسافة متساوية من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة يصبح موقفًا يصعب الدفاع عنه إلا إذا آمن المؤمنون به أيضًا أن السودان الذي سيتحقق إذا انتصرت القوات المسلحة السودانية سيكون مطابقًا للسودان الذي سيظهر إذا فازت قوات الدعم السريع.
ولكن هذا استنتاج مستحيل لأنه إذا انتصر الجيش السوداني، فقد ينتهي بنا الأمر إلى دكتاتورية بدرجة لا يمكن التنبؤ بها من الاعتدال أو القسوة، ولكن قد يكون لنا غالبا دولة على أي حال، وسيكون لدينا الوقت لمحاربة الدكتاتورية وهزيمتها كما فعلنا مرات عديدة في التاريخ في أكتوبر وأبريل الأول وأبريل الثاني.
ولكن إذا انتصرت قوات الدعم السريع، فنحن مبشرون بـدكتاتورية عائلة مدعومة من الخارج وتستند علي ميليشيا قبلية، ويقودها رجل هدد الخرطوم بان عماراتها ستسكنها الكدايس بأمره وان الما عندو سلاح ما عندو راي. وسوف تنهار الدولة، وسوف يتمزق السودان شذرا مذرا وتصبح البلاد مسخا جديدا لا نعرفه أكثر دموية وانقساما وتفتتا ليقع أهلها في حياتهم اليومية تحت زندية طبنجات يحملها صبية وافدين.
كراشدين، علينا أن ندرك أحيانًا اننا لا نملك خيارات جيدة أو نظيفة. في مثل هذه الحالات، لا يمكننا أن نستسلم للحياد ونهرب من الاختيار الصعب بين السيئ والأسوأ، بين الملاريا الخبيثة وسرطان البنكرياس في المرحلة السادسة.
إن تبني الحياد بين السرطان والملاريا يمكن أن يحافظ علي عذريتنا الأخلاقية ونقائنا السياسي، ولكن هكذا حياد يتعامى تمامًا عن المعاناة الإضافية التي يمكننا منعها بعدم السماح للسرطان بالانتشار حتى لو اتهمنا كتاب وكاتئب السرطان السرية بالعمالة لناموس الملاريا. ان سودان المستقبل القريب يتحدد بهوية المنتصر في هذه الحرب اللعينة بين ناموس وسرطان. حتى لو لم نستطع منع الملاريا حالا فان هزيمة اولوية قصوي ولنا عودة لضرب الملاريا.
.
لا توجد خيارات نقية ونظيفة في السياسة أبدًا إلا في العقليات الدينية سواء كانت ترتكز على أديان سماوية أو على اديان سياسية أرضية وأيديولوجيات علمانية تمت معالجتها داخل عقول في قبضة الميتافيزيقا بما فيها من تدعي العلمانية أو حتى اللا-دينية.
ولكن هل يمكن لأي شخص أن يكون محايداً بشأن هذه الحرب حقيقة؟ من الناحية النظرية يمكن للمرء أن يكون محايدا بالقصد والنية، لكن لا يمكن لأحد أن يكون محايدا عمليا.
ولكي يكون الزول محايدًا في الممارسة العملية، عليه إما أن يلتزم الصمت تمامًا بشأن الحرب وألا يقول شيئًا، لنفسه أو لأي شخص آخر، أو عليه أن ينتقد كلا من طرفي الحرب بنصوص موزعة بالتساوي وبنفس الطول ودرجة القسوة وهذا مستحيل.
ولذلك أقول باستحالة الحياد في الممارسة العملية لأنه إذا انتقد ناقد الجيش بواحد وخمسين بالمائة من كتاباته وانتقد قوات الدعم السريع بتسعة وأربعين بالمائة من قوته النارية، بغض النظر عن نيته، فإن صوته يدعم قوات الدعم السريع ويسهل مهمتها. والعكس صحيح، ومن الواضح.
لذا، لا أحد محايد في الممارسة مهما كانت نيته. ومن الناحية العملية، الجميع ينحاز إلى جانب من طرفي الحرب بوعي أو بغير وعي. لذا فقد حان الوقت لكي يدرك كل فرد اتجاه انحيازه العملي الحتمي الذي لا بد منه.
بالنسبة لي شخصيا، لقد عبرت عن موقفي عدة مرات قبل اندلاع الحرب وبعدها. ويبقى موقفي هو أنني لا أستطيع أبداً أن أقبل ميليشيا قبلية تملكها اسرة وتدار من خارج السودان واساويها مع مؤسسة دولة سودانية مهما كانت مشاكل تلك المؤسسة وعيوبها. حتى لو لم تكن هذه المؤسسة اخر أذرع الدولة السودانية وبعدها الطوفان كما قال عالم الفيزياء والمثقف الكبير محمد سليمان.
ومن الناحية العملية لا أحد يهتم بنية أحد إلا خطيبته وإلهه. ما يهم الناس وما يبني عليه التقييم الأخلاقي هو العواقب والنتائج المتوقعة من أفعال الفرد ومواقفه. لذا، إذا كانت المواقف تدعم قوات القوات المسلحة أو الجنجويد بصورة متوقعة، يجب الحكم عليها وقياس حكمتها الأخلاقية والسياسية بناء علي دعمها المتوقع لهذا الطرف أو ذاك.
وعلى صعيد متصل، ولكنه مختلف، فإن الذين يلومون القوات المسلحة السودانية على ولادة ميليشيا قوات الدعم السريع من رحمها الذكوري يتجاهلون تفاصيل مهمة.
أولاً، القرار في الجيش يتركز في أيدي كبار الجنرالات ولا سلطة للغالبية العظمي من منتسبيه. إذا قام جنرال أو عدد قليل من الجنرالات بولادة ميليشيا من رحمهم أو أي عضو اخر من جسومهم ، فهذا يجعلهم مجرمين بالتأكيد، لكن هل يجعل الجيش بأكمله من المجرمين؟ إذا شكل عدد قليل من الجنرالات ميليشيا فهل يمكن القول أن الجيش هو من أنشأها؟ هل صوت جميع ضباط جنود الجيش لصالح ولادة الميليشيا؟ هل أرتاح كل الضباط والجنود لوجودها من قولة تيت؟
ودعونا نتذكر أن البشير اسس قوات الدعم السريع لحمايته من الشارع الثوري وأيضا لحمايته من الانقلاب المحتمل من قبل الجيش أو الإخوان. فإذا كان البشير قد شكل قوات الدعم السريع لحمايته من الجيش، أليس هذا مؤشرا على أن الجيش ليس كله تحت السيطرة الكاملة للإسلاميين أو البراهنة؟
أضف إلى ذلك أن الجيش رفض قبول قوات الدعم السريع عندما استلها البشير ورفض منح قادتها رتبا عسكرية، مما اضطر البشير إلى ضمها إلى جهاز الأمن.
تظل الحقيقة هي أن البشير وبعض كبار الجنرالات هم من شكلوا مليشيا الدعم السريع وهذا عار لن ينساه التاريخ ولا ينبغي أن ينساه.
لكن المسؤولية لا تنتهي عند البشير لأنه خلال فترة الحكومة الانتقالية تضاعف عدد جنود قوات الدعم السريع أربع مرات وتزايدت نوعية وكمية أسلحتها بشكل كبير تحت سمع وبصر ومسؤولية الحكومة الانتقالية بشقيها المدني والعسكري. إن هذا النمو السرطاني للميليشيا في فترة الحكومة الانتقالية هو مسؤولية المكونين المدني والعسكري للحكومة.
والمدنيون يتحملون نصيبهم من هذه المسؤولية بشكل كامل لأن مسؤولية الحكم جماعية في كل الظروف علما بان القيادات المدنية في الحكومة كانت تحتفل بتخريج جنود وضباط الدعم السريع – نفس الدعامة الذين احتلوا الدور وطردوا أهلها واغتصبوا من اغتصبـوا.
ومنح المدنيون في وثائقهم الشرعية السياسية والقانونية لقوات الدعم السريع وقاموا بتعيين قائدها رئيسا للجنة الاقتصادية العليا ومديرا لملف السلام، من بين العديد من الأوسمة الأخرى التي منحوها للرجل وميليشيته.
لا يمكن لأحد أن يدعي أن قوات الدعم السريع هي صنيعة خالصة ولدت من جعبة نظام الإنقاذ لأن الحقيقة تظل انها شحمت وازدادت قوة وعتادا وجنودا اضعافا مضاعفة تحت سمع وبصر الحكومة الانتقالية بشقيها المدني والعسكري.
وحتى لو ذهب جل المسؤولية ناحية الجنرالات فان هذا لا يعفي الشق المدني الذي لم ينبس ببنت شفا ضد تنامي قوات الدعم السريع بل وشارك في احتفالات تخريج جنودها وكرر حد السام ان الحكم شراكة مثالية متناغمة يجب ان تدرس في جامعات العالم – أو كما قال.
انثي الانوفيليس ومونومينيا الكيزان:
أسوأ تركات الإنقاذ وأشدها خطورة الدعم السريع ولا يقل عنه خطورة خصوم الإنقاذ الذين اختطفت تروما الكيزان عقلهم حتى اصيب بفيروس المونومينيا ولم يعد يري في الوجود سوي كوز خرافي على كل شر قدير. حتى قال أحد الظرفاء لو ضربت احدهم ملاريا لقال ان سببها بعوضة كوزة من الفلول وليست انثي الانوفيليس.
المونومينيا كما عرفت في الطب النفسي منذ القرن التاسع عشر تعني الهوس الأحادي أو الهيجان وهو نوع من الجنون الجزئي يُنظر إليه على أنه هوس نفسي يعاني منه عقل سليم فيما عداه.
المونومينياك لا يختلف جوهريا عن معتوه ديني لا يري في الوجود سوي خطر الملاحدة والويسكي علي وجود الله ولا تهمه المجاعات ومخاطر المناخ والحروب النووية والفجم.
المونومينيا تسبب لضحيتها آلاما عميقة وانسداد افق هو في غني عنه وأسوأ من ذلك انها تصيب الوطن في مقتل لان المونومينياك يكون متأكدا من وجهة نظره لانه فعلا لا يري سوي كوز قدير ويعمي عن اخطار اخري تتجمع حتى لو كان وجود الكوز الشرير حقيقة ضمن حقائق ومخاطر اخري عمته عنها المونومينيا.
وتسأل البعض هل هي فعلاً حقيقية مونومينيا ضد الكيزان صادقة في مرضها ام هي مونومينيا اختيارية متعمدة لتحقيق مصالح واجندات اخري.
معتصم أقرع